للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ذلك فقد أدلَلْت، ولم أدع أن قُلت [من السريع]:

قد سُمِعَتْ تلك الأحاديثُ ... فالقلبُ مفؤودٌ ومجؤوثُ

آياتُ أبياتٍ لها الزهرُ مبـ ... ـثوث وسحر الشعر منفوث

ورقعةٌ أو حُلةٌ أو بقلٌ ... حدائقٌ مسطورُهُ ميثُ

إيهِ على العهدِ فما حَلَّ مِن ... عقودِه بعدَك تنكيثُ

ذاك الهوى ما حالَ عن حالِهِ ... وشُكرُ ذاك المجدِ مبثوثُ

وخُذْ أحاديثَ هُيَامي وما ... يُحصيهِ تحديثٌ وتبثيثُ

مغترِب في أهلِهِ كربُهُ ... مُقتبلٌ واللهوُ مجدوثُ

وسابقُ العَبرةِ في سَمعِهِ ... عن خاطبِ السَّلوة ..... ـثُ

لأسلمَتْ أيدي المطايا فمِن ... تحثيثها للصبرِ تجثيثُ

هيهات أين الصَّبرُ لا أينه ... وأصلُهُ للبَيْنِ مجثوثُ

يا أيُّها الفردُ الذي فضلُهُ ... فضلانِ: مكسوبٌ وموروثُ

عُذرًا وفي أكنافِ تلك العُلَى ... للعذرِ تمهيدٌ وتدميثُ

يا سيِّدي، كيف رأيتَ زَبْرًا، {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: ٧٢] [إنّ من البيانِ] لسِحرًا، وإنّ من السِّحرِ لشعرًا، رفّهْ أيُّها السيِّد في اقتضائك، أو عامِلْ نُظراءك ومَن لكَ بنُظرائك؟ فإنّي أُنفقُ عن عُسر، وأستمِدُّ من نَزْر، وبيدِك زِمامُ الكلام، ولك طاعةُ النثرِ والنظام، تلعَبُ بعَروضِه، وتكسو مرفوضَهُ حلّةَ مفروضِه، بَيْنا أنا في تلك الحديقة أقطِفُ زهرًا، وأنشُقُ عبيرًا وعنبرًا، عثرتُ بذلك العَروضِ فلعِبَ بي وزنُه، وتوعَّر لي حَزْنُه، وبعدَ لأي ما فهِمت، وجُلت في معانيه فهِمت، وكلَّفتُ الخاطرَ شيئًا منه فعَجَز، وأكرهتُه فأبى إلا الرَّجَز، ولحقِّ الأدبُ لم أدَعْهُ، وقد جاء منه هذَيانٌ فإن نشِطتَ فاسمَعْهُ [من الدوبيت]:

<<  <  ج: ص:  >  >>