للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهمّك التِّبرُ واللُّجَيْنُ ... تطلُبُها لا تنامُ عينُ

عنها ولا يستقرُّ جاشُ

مهما ثَنَى عَزْمَك ارتجاعُ ... دنياكَ فاحذَرْ [ها شَعاعُ]

كم أَمَّها معشَرٌ فضاعوا ... دعها فطُلّابُها رَعاعُ

طاشت بألبابِهم فطاشوا

دُنياكَ هذي لها رُواءُ ... وتحتَه إن بحثتَ داءُ

ما لأمانيِّها انتهاءُ ... كأنّ آمالَها ظِبَاءُ

ونحن من حَيْرةٍ خِراشُ (١)

وصِلْ صلاةً بفضلِ صومِ ... واجهد ولا تنسَ رَوْعَ يومِ

يَشِيبُ من هوْلِهِ ابنُ يومِ ... واظمَأْ لتُروَى وكن كقومِ

ماتوا بها عفّةً فعاشوا

شِبتَ ومازلتَ عن شبابِ ... تفتحُ للَّهوِ كلَّ بابِ

ظمآنَ ما عشتَ للكَعابِ ... مَن لك بالرَّيِّ من شرابِ

تشتدّ من شُربِه العِطاشُ

في ذمّةِ الله أولياءُ ... ليس على فَضْلِهمْ غطاءُ

هاموا فدُنياهمُ وراءُ ... لم يَرِدوها فهمْ رِواءُ

ووارِدوها هم العِطاشُ


(١) يشير إلى قول الشاعر:
تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد

<<  <  ج: ص:  >  >>