للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كريمَ الطِّباع طيِّبَ النَّفْس، متبرِّعًا بقضاءِ حوائج الناس، متواضعًا معظَّمًا عند كلِّ مَن يَلقاه، مَهِيبًا مِقْدامًا، فصيحَ اللِّسان، يرغَبُ الملوكُ [في الاستماع إليه].

قال أبو عبد الله بنُ عَسْكر (١): لمّا تزوَّجتُ كان في نَفْسي [أن لا أستدعيَه إلّا في يوم الإطعام] وأكبَرتُ استدعاءه يومَ الذَّبح؛ لكونِه يومَ مِهنةٍ وتعب، [فبينَما أنا أتصرَّفُ في] أسبابِ ما كنتُ بصَدَدِه قُرع البابُ، فأذِنتُ في فتحِه، فإذا أبو الفَضل [يَدخُلُ عاتبًا] عليّ وقائلًا: ما كنتُ أظُنُّ منكَ هذا، هلّا استدعيتَني حتّى [أتصرَّفَ في جُملةِ من يتَصرَّف؟] فخَجِلتُ منه واعتَذرْتُ إليه بإجلالِه عن إحضاره لمثل هذه [الأشياء، فقال: لا عليكَ] الموضِعُ موضِعي، وسواءٌ استُدعِيتُ أم لم أُستَدْعَ، فشَكرتُه على [تواضُعِه وعلوِّ] قَدْرِه وجميل عِشرتِه.

وُلد بسَبْتَةَ لإحدى عشْرةَ ليلةً بقِيت من المحرَّم إحدى وستينَ وخمس مئة، وتوفِّي بمالَقةَ في العَشْر الوُسَط من جُمادى الآخِرة سنةَ ثلاثينَ وست مئة.

٤٠ - عيسى بنُ حَمّاد بن محمد الأوربيُّ، تِلِمْسينيٌّ، أبو موسى.

رَوى بالأندَلُس عن أبي عليّ الصَّدَفيِّ (٢)؛ وكان من أهل الضّبطِ والإتقان، والزُّهدِ والدّينِ المتين.

٤١ - عيسى بنُ حَيُّونَ.

كان فقيهًا قاضيًا بأرشقولَ (٣) لإدريسَ بن عيسى، ودخَلَ الأندَلُسَ غازيًا، حَكَى عنه أبو عُبَيدٍ البَكْريُّ في أخبارِ الأدارسة عندَ ذكْرِه مدينةَ فاس من كتابِه في "المسالك والممالك" (٤).


(١) أعلام مالقة (١٥١)، قال ابن خميس: "حدثني خالي رحمة الله عليه قال" وخاله هو ابن عسكر، وهو مؤلف أعلام مالقة الذي هذبه وأكمله ابن أخته ابن خميس.
(٢) لم يذكره ابن الأبار في المعجم الذي ألفه في أصحاب أبي علي الصدفي.
(٣) من مدن المغرب القديمة على نهر تافنا أوى إليها بعض الأدارسة وأقاموا فيها إمارة. (الروض المعطار ٢٦، والبكري ٧٧ - ٧٨ وفيه: "جنون" بدل "حيون").
(٤) البكري ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>