للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهُو ابنُ أُختِ الكاتبِ أبي الحَسَن عليِّ بن عَيّاش القُرطُبيِّ اليابُرِيِّ (١). رَوى عن أبي إسحاقَ الزَّواليِّ، وأبي جعفر بن عَوْنِ الله الحَصّار، وآباءِ الحَسَن: سَهْل بن مالك وابن حَزمُون وابن القَطّان وابن يوسُفَ بن شَرِيك، وأبي زكريّا المَرْجيقيِّ، وأبي الصَّبر الفِهريّ، وأبي عبد الله ابن الجِذْع، وأبي العبّاس بن إبراهيمَ المَكّاديّ، وأبي محمد بن حَوْطِ الله، وغيرِهم.

وكان حافظًا للتواريخ على تبايُن أنواعِها، ذاكرًا لها، مُحاضِرًا بها، أديبًا بارعًا، كاتبًا مُحسِنًا، يَقرِضُ شعرًا يُحسِنُ في أقلِّه، ممتِعَ المجالسة، بارعَ الخَطّ، رائقَ الطريقة، أنيقَ الوِراقة متقَنَ التقييد، مليحَ التندير، نَسّابةً لخطوطِ المشايخ، كثيرَ الإحكام لأمورِه وأدواتِه كلِّها، ظريفَ الملابس، شديدَ المحافظة على كُتُبِه، مُثابِرًا على الاعتناءِ بتصحيحها، مُتَهمِّمًا باقتناءِ الأصُول التي بخطوطِ أكابرِ الشيوخ أو عُنُوا بضبطِها، وجَمَعَ منها جملةً وافرة.

جالستُه طويلًا، واستَفَدتُ بمُذاكرتِه ومُجاورته كثيرًا، وكانت بينَه وبينَ أبي رحمهما اللهُ مودّةٌ قديمةٌ متأكِّدةٌ كان يَذكُرُها [دائمًا] ولم أستَجِزْه، ولا قرأتُ عليه، ونَدِمتُ على ما فاتَني منه، فقد كان [حريصًا على] إفادتي، رحمه الله.

توفِّي بسِجِلْماسةَ ظُهرَ يوم الأحدِ لستٍّ بقِينَ [....] سنةَ تسع وخمسينَ وست مئةٍ وقد شارَفَ الثمانينَ عن عَقِبٍ خامل.

٦٤ - محمدُ (٢) بن أحمدَ بن محمد بن مَرْوانَ (٣) التَّغْمَريُّ (٤) -بتاءٍ معلوٍّ مفتوح [وسكونِ الغَيْن] المعجَم وفتح الميم وراءٍ منسوبًا- سَبْتيٌّ، أبو عبد الله.

دَخَلَ الأندَلُسَ [لسَماع الحديثِ] فتجوَّلَ بها في التماسِه بالجزيرةِ الخَضْراءِ وإشبيلِيَةَ ومالَقةَ والمَرِيّة وغيرِهما.


(١) هو أبو الحسن علي بن عبد الملك بن عياش، وتقدم أبوه عبد الملك في السفر الخامس، الترجمة ٦٤.
(٢) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٧٣١)، والذهبي في المستملح (٣٤٣) وتاريخ الإسلام ١٣/ ٢٦١.
(٣) في التكملة: "مرزوق".
(٤) منسوب إلى تغمر قبيلة من البربر، وقيدها السيوطي في البغية ١/ ٥٤٠ بالعين المهملة، وما نظنه إلا واهمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>