للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيا ابنَ رَشِيدٍ أنت رُشدٌ لمُهتدٍ ... فقد وَفَر الرّحمن منه لك القَسْما

ملكتَ نظامَ القولِ في كلِّ مذهبٍ ... وأبدَعتَ حتى النثرَ مُلِّكتَ والنَّظما

إذا الخَصْمُ أدلَى بالحِجَاج مُناظِرًا ... فأنت بأدنَى حُجّةٍ تقطَعُ الخَصْما

فدَتْك نفوسٌ قصَّرت عنك لم تجِدْ ... لهم في فنونِ العلم إن سُئلوا عَزْما

فضضْتَ خِتامَ الحُجْبِ عن كلِّ غامضٍ ... وقد عَجَزوا عن أن يَفُضُّوا له خَتْما

ألايا جمالَ الدِّين يا فخرَهُ، لقد ... أصابَ الذي سَمّاك في كلِّ ما سَمَّى

فيَصدُقُ كلُّ اسمٍ جليلٍ عليك إذْ ... مُنِحتَ بما أحرَزْتَه مَفْخَرًا جَمّا

مدحتُك إذْ بيني وبينَكَ نسبةٌ ... فغُربتُنا كان القضاءُ بها حَتْما

جلاءٌ عن الأوطانِ شتَّتَ شمْلَنا ... فهل أرَيَنَّ الدّهر يُوسِعُه نَظْما؟

ببغدادَ هام القلبُ منكَ وحبُّها ... لعَمْرُك حبٌّ خالَطَ الدَّم واللَّحما

فهل حاكمٌ يُعدي على الدهرِ إنهُ ... على كلِّ حالٍ يؤْثرُ الجَوْرَ والظُّلما

ويا غُربةً دامت وشَطَّ مَزارُها ... كفاكِ فقد قطَّعتِ قلبَ الشَّجيْ كَلْما

إذا ما الغريبُ الدارِ هَمَّ بأوْبةٍ ... هَمى الدمعُ من أجفانِهِ كلّما هَمّا

عسى فَرَجٌ يُدني المُنى فلعلّها ... تُنفِّسُ عنّا البثَّ والحُزنَ والغَمّا

بقِيتَ مُلقًّى ما تشاءُ مُحسَّدًا ... موَقًّى من المحذورِ متّصلَ النُّعمى

[ولا زال قَطْرُ الغيثِ يهطُلُ] ديمُهُ ... على مَن أعزَّ العُربَ إذ وقَمَ العُجْما (١)

[ومنها قصيدةٌ] للسيِّد الجليل، المشارِكِ النّبيل، أبي محمدٍ عبد الواحِد بن أبي زَيْد عبد الرّحمن بن أبي زكرّيا بن أبي حَفْص بن عبد المؤمن (٢)، وهي هذه [من البسيط]:


(١) وقم: أذلّ.
(٢) لم نقف له على ذكر، ووالده أبو زيد كان عاملًا على إفريقية لعمه يوسف بن عبد المؤمن، وأخباره في العبر لإبن خلدون والمعجب للمراكشي والبيان المغرب وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>