للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى بسَبْتةَ عن جدِّه للأُمِّ أبي الرَّبيع سُليمانَ بن سبع (١)، وأبوَيْ عليّ: أبيه وحَسَن بن عليّ بن سَهْل الخُشَنيِّ، وأبي إسحاقَ ابن قُرْقُول، وأبي الحَسَن بن فَتْحون، وأبي عبد الله بن هشام، وأبي الفَضل عِيَاض، ولازَمَه كثيرًا وشُهِرَ بصُحبتِه، وأبي محمد بن عُبَيد الله. وبفاسَ عن أبي جعفرٍ محمد بن حَكَم بن باقٍ، وأبي عبد الله ابن الرَّمّامة، وأبي موسى ابن المَلْجوم، والأستاذِ الكبيرِ ابن صافٍ. ولقِيَ بالجزيرةِ الخضراءِ أبا العبّاس بن زَرْقون وأجاز له.

وأجاز له مطلقًا من مالَقةَ أبو عبد الله بن عُمر وأبو محمد ابن الوَحِيديّ، ومن بَلَنْسِيَةَ أبو الحَسَن بن هُذَيْل، ومن مُرْسِيَةَ أبو عبد الله بن حَمِيد وأبو القاسم بن حُبَيْش. وأجاز له من غَرناطةَ -ما روى دونَ ما ألَّف- أبو جعفر ابنُ الباذِش.

رَوى عنه أبو بكر بنُ محمد (٢)، وأبو الحَسَن الشارِّيُّ، وأبَوا عبد الله الأزْديُّ -وهو آخِرُهم- وابنُ قاسم بن عبد الرّحمن بن عبد الكريم، وأبو العبّاس العَزَفيُّ، ولا سيّما بعدَ وفاةِ أبي محمد بن عُبَيد الله؛ إذ كان كثيرًا ما يمتنعُ من الانتصابِ للتحديثِ في حياتِه توقيرًا له وإجلالًا.

وكان راويةً للحديثِ منسوبًا إلى معرفتِه مبرِّزًا في العدالةِ والثقة، ذا عنايةٍ بعَقْد الشّروط، وبصَر بعِلَلِها. واستُقضيَ ببلدِه، وكان به من أهل التعيُّن الشهير، عظيمَ الصِّيت، جليلَ القَدْر، متقدِّمًا في الأدب، شاعرًا مُحسِنًا مُكثرًا.

وله منظوماتٌ علميّة تدُلُّ على رسُوخِ قدمِه في الأدب وحضورِ ذكْرِه [في] الفقه واقتدارِه على النَّظم، منها قولُه في درجاتِ الذين يَلُونَ عَقْدَ النِّكاح [من البسيط]:


(١) انظر فيه اختصار الأخبار: ٢٢، ط. ثانية، والتعريف بالقاضي عياض: ٤٠، ٤١، ومقالة في دعوة الحق لسعيد أعراب.
(٢) كذا في الأصل، ولعله أبو بكر بن محرز الزهري البلنسي الذي رحل إلى ابن غازي من بلنسية إلى سبتة للسماع عليه (انظر عنوان الدراية: ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>