للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ذاك أنّيَ هَيّابةٌ ... أخافُ الرحيلَ وأشنَا المَسيرا

ولكنْ بحُكم زمانٍ غدا ... يَحُطُّ الجِيادَ ويُسْمي الحَميرا

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أغفَلَ من بيت: (وأرسِلْ قَلُوصَك) ناحيةَ الشّرق وهي فُضلاها، فبانَ بذلك نَقْصُه، وأرى أنه لو قال في بيتين [من المتقارب]:

وأرسِلْ قَلُوصَكَ طُولًا وعرضًا ... دُجًى أو ضياءً سُرًى أو مَسِيرا

[فطَوْرًا شَمالًا وطَوْرًا صَباءً] ... وطَوْرًا جَنوبًا وطَوْرًا دَبُورا

[لَجمَعَ بين] الجهاتِ الأربع، ولكان أتَمَّ، فتأمَّلْه، واللهُ الموفِّق.

وفي الاعتبار [من السريع]:

للمرءِ في حِمامِهِ عِبرةٌ ... وإنّما يَعتبرُ العاقلُ

يَذكُرُ بالكونَيْنِ من جنّةٍ ... ومن جحيم ذكْرُها هائلُ

وإنّما يَعرِضُ أُنموذَجًا ... من ذا وذا لو نَبِهَ الغافلُ

نعيمُهُ فيه الشقاءُ الذي ... يُشفِقُ منه العالِمُ العاملُ

تكادُ نفْسُ المرءِ من حَرِّه ... تَزولُ لولا أنه زائلُ

ياصاحبي والجِدُّ لي شيمةٌ ... وليس من أصحابي الهازلُ

نحن طلْبانِ فبادِرْ بنا ... من قبلِ أن يَقنُصَنا الحابلُ

بحرٌ سَلِمنا منه في ساحلٍ ... فما تَرى إن غُمِرَ الساحلُ

في حيث لا تُنجي الفتى حيلةٌ ... سواءٌ الفارسُ والراجلُ

وشعرُه كثير، وقد جَمَعَ له بعضُ أصحابِه المختصّينَ به ما عَلِقَ بحفظِه منه أو أحضَره ذكْرُه، أو أسْأرتْه عَوادي التنقُّل والاضطراب إلى آخِر ربيعَيْ ستّينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>