للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَطَفَ الصّوابَ للَبْسِهِ فأزاحَهُ ... عَطْفُ الصباح على الليالي الجُونِ

.......................... ... قد جاء ما قد جَلّ عن قانونِ

.................... بمقوّلٍ ... بالحقِّ في تحقيقِه مقرونِ

..................... كأنهُ ... سيفُ الوصي يَجُول في صِفِّينِ (١)

...... إذا سمعتَ حِجَاجَهُ ... لعَدلتَ للمُزَنيِّ عن سحنونِ (٢)

عَجَزَ البيانُ فما يحيطُ بمثلِهِ ... ذلك البُروج إلى مقرِّ النونِ (٣)

يَدْري أفانينَ العلوم بأسرِها ... والناسُ يفتنُّونَ في أفنونِ

ولقد أبَرَّ على الجميع بيانُهُ ... في فنَّيِ المعلوم والمظنونِ

إيهٍ وللآدابِ منه فخرُها ... إذْ فاق في المنثورِ والموزونِ

سِلمٌ لأبكارِ المعاني ذهنُهُ ... وسواه حَرْبٌ للمعاني العُونِ

برَزَت لنا ألفاظُهُ مختالةً ... في كلِّ عِلْق للعلوم مَصُونِ

وأبانَ من عِلم الكلام وغيرِهِ ... ما كان إذ ما كان غيرَ مُبِينِ

وطمَتْ بحارُ علومِهِ فتقاذَفَت ... من لفظِهِ باللُّؤلؤِ المكنونِ

ساوى لدَيْه معلِّمٌ متعلِّمًا ... إذْ كلُّهم في رُتبةِ التلقين

صَدَروا وقد وَرَدوا بحارَ علومِهِ ... في غير ممنوع ولا ممنونِ

يا طالبًا للعلم هاكَ نصيحةً ... لمجرِّبٍ في نُصحِه مأمونِ

لا تَعْدِلَنْ بأبي المعالي غيرَهُ ... فتقيسَ مضنونًا على مظنونِ


(١) هو الإمام علي، وصفين الوقعة المعروفة.
(٢) المزني: إسماعيل بن يحيى الإمام الجليل ناصر المذهب الشافعي، وسحنون: مصنف المدونة في الفقه المالكي.
(٣) النون: الحوت ومقره البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>