للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعدَ هذا بأبياتٍ في عُدّة هذه الأُرجوزة [من مشطور الرجز]:

وحين أكمَلتُ المرادَ فكمُلْ ... ووفَّق اللهُ إلى خيرِ العملْ

انتهتِ الأبياتُ منهُ عدّا ... مُزدوِجاتٍ إن بَلَغْتُ الحَدّا

ألفَيْنِ في نظامِها مُرصَّعهْ ... وإن ترِدْ أفرادَها فأربعهْ

وقَفْتُ عليها بخطّه أيضًا إلا يسيرًا ضاع من أوّله، وذلك مئتا بيت وستّةُ أبياتٍ مزدَوَجة لها أربع مئة بيت واثنتا عشرة مشطورة، ومنها أرجوزةٌ في قُرعة الفأل بديعة، إلى غير ذلك من الأراجيزِ التي أجاد فيها ودَلّت على اقتدارِه وتمكُّن انطباعِه.

ومن نظمِه في بعض ألوانِ الخَيْل، ونقَلتُه من خطِّه [من المتقارب]:

ويوم تَجارَتْ به أربعٌ ... من الخَيْل يا لك ما أعجَبا

أعارَ لها الجوُّ أثوابَهُ ... سَلَكْنَ بها مذهبًا [مذهبا]

فأهدَى الصّباحُ لذا حُلّةً ... لذلك أبصرتُهُ أشهَبا

وأهدى دُجى اللّيل ثوبًا لذا ... فكان به أدهمًا [غَيْهَبا]

ووَرَّدَ ذا شفَقٌ فاكتَسَى ... بتوريدِهِ ضَرَمًا مُلْهَبا

وشمسُ الأصيل تبَدّتْ بذا ... فظلَّ لشُقرتِه مُذهَبا

وقسَّم فيها هبوبَ الرِّياح ... فما اعتَرضَ البَرْقُ إلا كَبَا

فهذا شَمالٌ وهذا جنوبٌ ... وهذا دَبُورٌ وهذا صَبَا

وفيما يُسمَّى من الفَرَس بأسماءِ الطّير، ونقَلتُه من خطِّه أيضًا [من الكامل]:

بأبي جَوادٌ ما جرى في حلْبةٍ ... فتَراهُ إلا مرَّ وهْو يطيرُ

قل: كيف لا يدَعُ الطيورَ نَواكصًا ... عن شَأْوِه وتحمَّلتْه طيورُ

فعلَا بهامتِهِ على عُصفُورِه ... وسَمَا بدِيكَيْهِ له التشميرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>