للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

....... والسعد تهزِمُهمْ ... ورَوِّح البِيضَ في الأغمادِ والأسلا

وألقِ فيهم عصا موسى فإنّهمُ ... إن تُلقِها ساعةً في سِحْرِهمْ بَطَلا

.......... أمر الله تَنصُرُهُ ... إذا أقام وتَرعاهُ إذا ارتَحَلا

ليُهنِكَ العيدُ والصّومُ السّعيدُ فما ... قدَّمتَ من كلِّ بِرٍّ فيه قد قُبِلا

ومن شعرِه: قولُه يَرثي أبا محمد بنَ أبي بكر ابن الجَدّ، وتوفِّي يومَ عيدِ الفِطر، وكان توفِّي له أخٌ قبلَه، ويُعزِّي أباهما أبا بكرٍ (١) [من البسيط]:

أرَجّةُ الصعْقِ يومَ النَّفْخ في الصُّورِ؟ ... أم دَكّة الطُّورِ يوم الصَّعق في الطُّورِ؟

أم هَدَّت الأرضُ إظهارًا لِما زَجَرَت ... به الخليفةَ من إيقاع محذورِ؟

أم الكواكبُ في آفاقِها انتَثَرت ... وباتَتِ الشمسُ في طيٍّ وتكويرِ؟

ما للنهارِ تعَرَّى من ثيابِ سَنًا ... وشابَهَ اللّيلَ في أثوابِ دَيْجورِ؟

قد كان للصّبح طَرْفٌ زانَهُ بَلَقٌ ... مقسّمُ الخَلْق بين الدَّجْنِ والنورِ

فما المُلمُّ الذي غشَّى بدَهْمتِهِ ... أديمَهُ عنبرًا من بعدِ كافورِ؟

أصِخْ لتسمعَ من أنبائها نبأً ... يَطْوي من الأُنسِ فيها كل منشورِ

وانظُرْ فإنّ بني عدنانَ ما حُشِروا ... إلا لرُزْءٍ عظيمِ القَدْر مشهورِ

وافَى معَ العِيْدِ لا عادت مضَاضتُهُ ... فشابَ سَلسالَهُ الأصفى بتكديرِ

واعتَامَ دارًا لها في السَّبقِ جَمْهرةٌ ... من المفاخرِ أزْرَت بالجماهيرِ

رمَى قريشًا فأصمَى سهمُ حادثةٍ ... أبناءَ فِهر بتفريقِ المقاديرِ

فخانَها الجَدُّ في ابنِ الجَدِّ يومَ قضَى ... وأثَّر الخَطْبُ فيها أيَّ تأثيرِ

لله والمجدِ ما أبقاهُ من أثرٍ ... أخرى اللّيالي بطِيب الذِّكرِ مأثورِ


(١) وردت هذه القصيدة في أزهار الرياض ٢/ ٣٨٣، وجذوة الاقتباس: ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>