للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٨٨ - الشِّلْبيّةُ (١).

لا يوقَفُ على اسمِها. كانت أديبةً شاعرةً مجُيدة، [وتظلَّمت من وُلاةِ بلدِها وصاحبِ خَراجِها] فكتبت هذه الأبياتَ إلى المنصور أبي يوسُفَ يعقوبَ من بني عبد المؤمن [من الكامل]:

قد آن أن تبكي العيونُ الآبِيهْ ... ولقد أرى أنّ الحجارةَ باكيهْ

يا قاصدَ المِصر الذي يُرجَى بهِ ... إنْ قدَّر الرّحمنُ رفْعَ كراهيهْ

نادِ الإمامَ إذا وقَفْتَ ببابِهِ: ... يا راعيًا إنّ الرعيّةَ فانيه

أرسلتَها هَمَلًا ولا مرعى لها ... وتركتَها نَهْبَ السِّباع العافيهْ

شِلبٌ كلا شِلبٍ وكانت جَنّةً ... فأعادها الطاعونُ نارًا حاميهْ

خافوا وما خافوا عقوبةَ ربِّهمْ ... واللهُ لا تخفى عليه خافيهْ

٢٨٩ - العَبّاديّة (٢). جاريةُ المُعتضِد عَبّاد بن محمد، أهداها إليه مجاهدٌ العامريُّ.

كانت أديبةً طريفةً كاتبةً شاعرةً، ذاكرةً لكثير من اللغة.

قال أبو الحَزْم ابنُ عُلَيْم (٣) في "شَرْح أدب الكتّاب" للقَتْبي، وذكَرَ الموسعةَ، وهي خشَبةٌ بين حَمّالَيْن يجعَلُ كلُّ واحد منهما طَرَفَها على عُنقِه. وبذكرِ الموسعةِ أغرَبَتْ جاريةٌ لمجاهدٍ أهداها إلى عَبّاد، كاتبة شاعرة - على علماءِ إشبيلِيَةَ، وبالهَزْمة التي تظهَرُ في أذقانِ بعض الأحداث وتعتري بعضَهم في الخَدَّيْن عند الضَّحِك، فأمّا التي في الذّقَن فهي النُونة ومنه قولُ عثمان: دَسِّموا نُونتَه لتدفعَ العين، وأمّا التي في الخدِّ عند الضَّحِك فهي الفَحْصة، فما كان في إشبيلِيَة في ذلك الوقت مَن عَرَفَ منها واحدة.


(١) ترجمها ابن الأبار في التكملة (٣٥٩٧)، والمقري في نفح الطيب ٤/ ٢٩٤.
(٢) ترجمها ابن الأبار في التكملة (٣٥٧٤)، والمقري في نفح الطيب ٤/ ٢٨٣.
(٣) هو الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم البطليوسي، ترجمته في الصلة (٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>