للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمدٌ وأبو بكرٍ وعزُّهمُ ... يحيى، وحَسْبُك عزًّا كلما حُسِبوا

ثلاثةٌ هم مدارُ الناسِ كلِّهمُ ... كالدّهرِ ماضٍ وموجودٌ ومرتقَبُ

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه:

هذا من النّظم البديع، والبزُّ الغالي الرّفيع، ثم خَتَمَها ببيتٍ أراه عَوْذةً لِما تقَدَّمه، وهو [من البسيط]:

قد عَمَّ بِرُّك أهلَ الأرض قاطبةً ... فكيف أُخرِجَ عنه جارُك الجُنُبُ؟!

وللاشتراك الذي في لفظِ الجُنُب يَقبُحُ استعمالُه، ولا سيّما في مخاطبة النّساء، وكذلك لفظُ الذكَر الواقع في البيتِ الذي أوله "أُنثى فتأمَّلْه".

٢٩١ - زَينبُ (١) ابنةُ إبراهيم بن تيفلويت، أُختُ حَوّاء المفروغِ من ذكْرِها آنفًا، زَوْجُ أبي الطاهرِ تميم (٢) بن يوسُف بن تاشَفين.


(١) ترجمتها في التكملة رقم (٣٥٨٣). وقد اتفق ابن الأبار وابن عبد الملك على تسميتها بزينب، والذي في ديوان ابن خفاجة: ٩٦ أنها الحرة مريم زوج الأمير أبي الطاهر تميم، وكانت ممن تقوم على كثير من الخير وتحفظ جملة وافرة من الشعر وتحاضر به وتثيب عليه، ويذكر الشاعر اسمها في هذا البيت:
وكفى احتماء مكانة وصيانة ... أني علقت بذمة من مريم
وقد استشهد المؤلفان المذكوران بأربعة أبيات من قصيدة ابن خفاجة على أنها في مدح من سمياها زينب، والواضح أنهما لم يقفا على القصيدة بتمامها كما أن الأبيات عندهما غير متتابعة ويبدو أن تقديم القصيدة الذي سردناه هو أصل الترجمة عندهما، ولسنا ندري كيف وقع لهما هذا الوهم، ولا نظن أن هذه السيدة كان لها اسمان، وورد اسم الحرة الفاضلة مريم بنت إبراهيم مقترنًا باسم السلطان أبي الطاهر تميم في المطرب: ٢٠١ (ط. مصر) ويبدو من النص أن أبا الطاهر مات قبلها.
(٢) كان أكبر من أخيه علي بن يوسف بن تاشفين ولما مات والدهما ودفن خرج أبو الطاهر إلى الناس ويده في يد أخيه مجددًا له البيعة، وقد ولي في عهده عدة في الأندلس (انظر أخباره في البيان المغرب ٤/ ٤٨ وما بعدها (الفهرس) ونظم الجمان (الفهرس) ومصادر ترجمته أيضًا في آخر ديوان ابن خفاجة: ٤٤٣ تحقيق د. غازي).

<<  <  ج: ص:  >  >>