للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مُلَحِه في وَضف أشتَر [الكامل]:

ياطلعةً أبدَتْ قبائحَ جمَّةً ... فالكلُّ منها إنْ نظرْتَ قبيحُ

أبعينِك الشَّتراءِ عينٌ ثرَّةٌ ... منها تَرقرَقَ دمعُها المسفوحُ؟!

شَتَرتْ فقُلنا: زَوْرقٌ (١) في لُجَّةٍ ... مالت بإحدى دَفَّتيهِ (٢) الرِّيحُ

وكأنَّما إنسانُها ملَّاحُها (٣) ... قد خاف من غَرَقٍ فظَلَّ يميحُ (٤)

وينسُبُ إليه الناسُ كثيرًا في صفة أحدَب [الكامل]:

ورشيقِ طبع قُرِّبت أجزاؤه ... ليكونَ في معنى الفُكاهةِ أطْبعا

قصُرَت أخادعُهُ وغاب قَذالُهُ ... فكأنه متوقِّع أن يُصفَعا

وكأنه قد ذاقَ أوّلَ صفعةٍ ... وأحسَّ ثانيةً لها فتجَمَّعا

وكأنّما جَذَبتْه كفُّ مُغالبٍ ... فأشال ظهرًا وانحنَى مُتمنِّعا (٥)

وله في خائط [البسيط]:

قطَّعتَ قلبيْ ولم تحفِلْ (٦) بما صنَعَتْ ... تلك الجفونُ ولا بالقلبِ ما صَنَعا

رقِّغ بفضلِك ما الهجرانُ مزَّقَه ... لا تترُكَنَّ فؤادي هكذا قِطَعا

فقال: دع ذا وكنْ منّي على ثقة ... لابدَّ عما قريب أن نَبيتَ معا

ألستَ تعلَمُ أنّي خائطٌ ومتى ... رأيتَ مَن خاط إلا بعدَ أن قَطَعا؟!


(١) في زاد المسافر: "فقلت: ازورّق".
(٢) في المغرب: "شقَّتيه"، وفي الرايات: "جانبيه".
(٣) في الرايات: "ملاحه".
(٤) وردت القطعة في زاد المسافر (٥١)، والمغرب ١/ ٢٤٤، ونفح الطيب ٣/ ٢٠٦. والبيتان الأخيران منها وردا في المرقص والمطرب (٤٤)، ورفع الحجب المستورة ١/ ١٤١.
(٥) الأبيات المذكورة في وصف الأحدب مشهورة النسبة إلى ابن الرومي.
(٦) في الأصل: "تجعل".

<<  <  ج: ص:  >  >>