للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عليٍّ الصَّدَفي، وبالمَرِيّة عن أبي عبد الله بن يحيى ابن الفَرّاء، وأبي الحَسَن عبد العزيز بن عبد الملِك بن شَفِيع، وأبي علي حُسَين بن محمد الغَسّاني، وأبوَيْ محمد: العَسّالِ وعبد القادر ابن الحَنّاط، وبأُورِيُولةَ عن أبي القاسم خَلَف بن فتوح، وسمع من أبي القاسم خَلف بن محمد الغَرْناطي.

ثم رحَلَ إلى العُدْور فأخَذَ بقَلْعة حَمّاد عن أبي مَرْوانَ الحَمْداني، وببجَايةَ عن أبي محمد المَقْرِي، بفتح الميم وسُكون القافِ وراءٍ منسوبًا، وله روايةٌ عن أبي عبد الله محمد بن عليِّ بن عُمرَ التَّميمي المازَري (١)، بميم وألِفٍ وزاءٍ مفتوحة وراءٍ منسوبًا نزيلِ المَهْديّة، ولعلّها مكاتبةً.

وقَفَلَ إلى بلده فأسمَعَ به وحدَّث، رَوى عنه أبو عبد الله ابن تريْس المِكْنَاسيُّ، وأبو العبّاس بن أبي قُوّة، وأبو الفَضْل عِيَاض لقِيَه بسَبْتةَ وسمع منه فوائدَ، وأبوا محمد: ابن (٢) الأُقْليشي وابن عليٍّ الرُّشَاطي، وأبو الوليد ابنُ الدَّبّاغ.

وكان محدِّثا ضابطًا حسَنَ التقييد، ذا أُصولٍ عَتِيقة وعنايةٍ بلقاءِ المشايخ، وَرِعًا فاضلاً، عالمًا بالمسائل، تقَلَّد بدانِيَةَ ولايةَ خُطّة الشُّورى وأفتَى بها نيِّفًا وعشرينَ سنة، وعُرِض عليه قضاؤها فامتَنعَ منه، وله على "الموطَّإ" تصنيفٌ سمّاه: "الإيماء" ضاهَى به "أطرافَ الصَّحيحَيْن" لأبي مسعود إبراهيمَ بن محمد بن عُبَيد الدِّمشقي، وعَرَضَه على شيخِه أبي علي الصَّدَفي فاستَحسَنه وأمَرَ ببَسْطِه فزاد فيه، وقَفْتُ عليه وكان في كتُبي، ثم خَرَجْتُ عنه. ولهُ أيضًا مجموعٌ في رجال مُسلم بن الحَجّاج.

وقال أبو الفضل عِيَاض (٣): كان علمُ الحديث أغلبَ عليه ويَميلُ في فقهه إلى الظاهر، وكان أبو محمد ابنُ القَلَنِّي يُعظِّمُه ويُثني عليه.


(١) منسوب إلى "مازر" وهي مدينة على الساحل الجنوبي لجزيرة صقلية، وهي أول ما فتح منها أسد بنُ الفرات سنة ٢١٢ هـ، وترجمة المازري المتوفى سنة ٥٣٦ هـ في تاريخ الإسلام ١١/ ٦٦١ وغيره، وهو مصنف "المُعلم بفوائد كتاب مسلم" المطبوع المشهور.
(٢) بعد هذا فراغ في الأصل.
(٣) الغنية (١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>