للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجازوا له، وحَمّلَه أبو جعفر ابنُ الزُّبير الروايةَ بالسَّماع عن أبي محمد بن سُليمان بن حَوْطِ الله، وهُو مُمكنٌ ولكنّه انفرد بذلك، والمعلومُ إجازتُه له.

وأجاز له أبو البقاءِ يَعيشُ بن عليِّ بن القديم، وأبو سُليمانَ بن حَوْط الله، وأبو علي بن محمد بن الشَّلَوْبِين، وأبو القاسم أحمدُ بن يَزيدَ بن بَقِيّ، وأبَوا عبد الرحمن: ابن علي الزُّهْريُّ سنةَ مولدِه وعبدُ الصَّمد بن عبد الرحمن بن أبي رَجَاء، ومن أهلِ المشرِق طائفةٌ كبيرةٌ باستدعاءِ شيخِه الحاجِّ أبي محمد بن عَطِيّةَ المذكور، منهم: أبو الخَلَف عَوَض بن محمود بن صَافِ بن عليِّ بن إسماعيلَ الحِمْيَريُّ البَوْشِيُّ، وأبو سَعْد ثابتُ بن مُشرَّف بن أبي سَعْد بن إبراهيمَ الخَبّازُ الأزجيُّ البَنّاء ابنُ شستان وكَنّاه بعضُهم أبا محمد، وأبو عَمْرٍو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمانَ بن موسى بن أبي نَصْر النَّصْريُّ، بالنّونِ والصّاد الغُفْل، الشَّهْرَزُوريُّ نَزيلُ دِمشقَ المعروفُ بابن الصّلاح، وأبو الفُتُوح نَصْرُ بن أبي الفَرَج بن عليٍّ الحُصْريُّ، بالحاءِ المهمَلة مضمومة وصادٍ مهمَلة ساكنة، وأبو محمد عبدُ العزيز ابن سَحْنُون بن عليٍّ الغُمَاريُّ الخالِديّ. وحَمَّله أبو العبّاس بن فَرْتُونَ الروايةَ بالإجازة عن أبيه، وقد كان أبو بكرٍ يقول: إنه لم يعثرْ على ذلك؛ وعن أبي الحَجّاج بن محمد ابن الشّيخ، وقد كان تقَدَّمت وفاتُه بثلاثِ سنينَ على مولدِ أبي بكرٍ هذا.

رَوى عنه أبوا إسحاق: ابنُ عبد الرحمن بن عَيّاش وابنُ محمد بن إبراهيمَ البَلْفِيقي، وشيخُنا أبو جعفر ابنُ الزُّبير، وصاحبُنا أبو عبد الله بن عَيّاش، وشاركاه في بعضِ شيوخِه، وأبو العبّاس بن صابر.

وكان مُقرئًا مجوِّدًا، فقيهًا حافظًا، محدِّثًا ضابِطًا حسَنَ التقييد، نَحْويًّا ماهرًا، أديبًا كاتبًا بارعًا، شاعرًا محُسِنًا، أنيقَ الخطِّ نبيلَ المنزع فيه، متينَ الدِّين، صادقَ الوَرَع، مُستشعِرَ الخوف من الله سبحانَه، سريعَ العَبْرة، كثيرَ البكاءِ، مُعرِضًا عن الدُّنيا وزُخرُفِها لا يَفُوهُ في أمرِها ولا فيما يتعلُّق بأحوال أهلِها ببِنت شَفَة، ولا يضحَكُ إلّا تبسُّمًا إن نَدَرَ ذلك منه، ثُم يُعقِبُه بالبكاءِ والاستغفار، مؤْثرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>