للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: لم يَنسُبْ أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان هذينِ البيتَيْن لأبي جعفرٍ هذا، ويَحتمِلُ أن يكونا له وأن يكونا لغيرِه، ولكنْ على ذكْرِهما فقد أنشَدَني الحافظُ الذاكرُ أبو عليٍّ الحَسَنُ بن علي الماقريُّ الضّريرُ، رحمه الله، بثَغْر آسِفي حَمَاهُ الله، قال: سمعتُ الكاتبَ الأجَلَّ أبا عبد الله بن عبد العزيز بن عَيّاش يزيدُ على البيتِ السائر في الناس:

أقولُ بخيرٍ ولكنّهُ ... كلامٌ يَدورُ على الألسُنِ

وربُّك يعلَمُ ما في الصُّدورِ ... وَيعلَمُ خائِنةَ الأعيُنِ (١)

قال لي شيخُنا الحافظُ أبو علي: فلا أدري أهذا البيتُ لأبي عبد الله بن عَيّاش، رحمه اللهُ، أم لقائلِ البيتِ الأول؟ وأنشَدَني أبو عليٍّ أيضًا قال: أنشَدَني أبو العبّاس ابنُ الصَّيْقَل الضَّريرُ لنفسِه [الوافر]:

يُسائِلُني صديقي (٢) كيف حالي ... فأسكُتُ لا أرُدُّ عليه قَوْلا

[لكيلا] (٣) يشمتنَّ بي عدُوِّي ... ويحزَنُ صاحبي فالصّمتُ أوْلى

وأنشَدَني أبو عليٍّ أيضًا، قال: أنشَدَني أبو العبّاس المذكورُ لغيرِه [متقارب]:

جرَتْ عادةُ الناسِ أن يَسألوا ... عن الحال في كلِّ خيرٍ وشرّ

فكلٌّ يقول: بخيرٍ أنا ... وعينُ الحقيقةِ ضدُّ الخبَرْ (٤)


(١) نسب ابن الأبّار هذه الأبيات إلى القاضي أبي بكر ابن البيضاوي البغدادي نقلًا عن أبي بكر بن العربي وقال: "وقد رأيت هذه الأبيات منسوبة إلى أبي محمد البطليوسي، وذلك غلط فاضح وخطأ واضح". ورواية البيت الأول عنده كما يلي:
إذا سألوني عن حالتي ... وحاولت عذرًا فلم يمكن
انظر التكملة (٢١٥٦) وهي منسوبة لابن السِّيْد في المغرب ١/ ٣٨٦، ونفح الطيب ١/ ١٨٥.
(٢) في المخطوط: يا سائلي عن صدق. وهو غير مستقيم ولعل الصواب ما أثبتنا.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) التكملة (٢١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>