للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدِمتُكِ ما هذا القُنوعُ (١) وها أنا ... عَهِدتُكِ لا تَثْنِينَ عنه وَريدا

أنُوثًا إذا ما كنتِ منه قريبةً ... وضَبًّا إذا ما كان عنكِ بعيدا

رِدِي حَضْرةَ المُلْكِ الظَّليل رُوَاقُهُ ... ففيها لعَمْري تَحْمَدينَ وُرودا

بحيثُ إمامُ الدّين يوسِعُ فضلَهُ ... جميعَ البرايا مُبْديًا ومُعيدا

أعاد إلينا الأُنسَ بعدَ شُر ودِهِ ... وأَحيا لنا ماكان منهُ أُبِيدا

وليَّنَ أيامَ الزّمانِ بعَدْلِهِ ... وكانت حديدًا في الخطوبِ حديدا

فلا ليلةٌ إلّا تَرُوقُكِ سحرةً ... ولا يومَ إلّا عاد يَفْضُلُ عِيدا

ومنها يَصِفُ حالَ الأندَلُس ويبعَثُ على الجهاد [الطويل]:

ألا ليتَ شِعري هل يُمَدُّ ليَ المَدى ... فأُبْصرَ حفلَ المشركينَ طَريدا؟

وهل بعدُ يُقْضَى في النَّصارى بنصْرةٍ ... تُغادِرُهم للمُرهَفاتِ حَصيدا

وَيغْزو أبو يعقوبَ في شَنْتِ (٢) ياقبٍ ... يُعيد عَميدَ الكافرينَ عَميدا

ويُلقي على إفْرَنْجِهم عبءَ كَلْكلٍ ... فَيترُكهمْ فوقَ الصّعيدِ هُجودا

يُغادرُهمْ جَرْحًا وقتلًا (٣) مبرِّحًا ... ركوعًا على وجهِ الفلا وسجودا

ويفتَكُّ من أيدي الطُّغاةِ نواعمًا ... تَبدَّلْنَ من نَظْم الحُجولِ قُيودا

وأقبَلْنَ في خُشْن المُسوح وطالما ... سحَبْنَ من الوَشي الرقيقِ بُرودا

وعفَّر منهُنَّ التّرابُ تَرائبًا ... وخدَّدَ منهنَّ الهَجِيرُ خدودا

فحُقَّ لدَمْعي أن يَفيضَ لأزرق ... تملَّكَ دعجاءَ المدامع سُودا

ويا لَهْفَ نفْسي من معاصم طفلةٍ ... تُجاوِرُ بالقَيْد (٤) الأليم نُهودا


(١) في حاشية م بخط مختلف: كذا، وتحتها: ما هذي القناعة.
(٢) في م: "شمت"، وانظر شنت ياقوب في الروض المعطار (١١٥).
(٣) في م: "وقتلى".
(٤) في م: "بالقد"

<<  <  ج: ص:  >  >>