للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سالمُ بن صالح بن سالم، وأبوا القاسم: القاسمُ ابن الطَّيْلَسان ومحمد بن عبد الواحد المَلّاحيُّ، وأبو موسى عِمرانُ السَّلَوي (١)، وأبَوا الوليد: إسماعيلُ بن يحيى العَطّار ومحمد بن أحمد ابن الحاجّ، والعَطّارُ هذا آخِرُ السامِعينَ عليه بالأندَلُس.

وآخِرُ الرُّواةِ عنه بالإجازة أبو الحَجّاج بن محمد بن أبي رَيْحانة.

وكان من أهل الفضلِ التامّ وحُسن العِشرة وكرَم الصُّحبة وبَراعةِ الخطِّ، والمعرفةِ الكاملة بطُرُق الرِّواية والحَذْق بعلم الأدب، وكان أغلَبَ عليه معَ وفورِ الحظِّ من علوم شتّى يَقْرِضُ نَفِيسَ الشِّعر ويُجيدُ إنشاءَ الخُطَب والرَّسائل، ومنظومُه كثيرٌ في الزُّهد وغيرِه، ومنه ما كتَبَ به شافعًا في حقِّ بعض طلبةِ العلم إلى أحدِ أصدقائه من أهل الأدب [الكامل]:

أهلُ الأصالةِ لا يَضيعُ لديهِمُ ... رجُلٌ حَسِيبٌ قد توشَّح بالأدبْ

وموصَّلُ المكتوبِ إنْ باحثتَه ... جمَعَ الصّيانة والتعفُفَ والطّلبْ

واستُقضيَ بالمُنَكَّب وغيِرها من بُنَيّاتِ غَرناطة، وكان من بيتِ علم وقضاءٍ ترَدَّد منهم في ثمانية عشَرَ قاضيًا من سَلَفِه وشُهِر بالعَدْل والنّزاهة والطهارة وتمشِية الحقّ والإنصاف، إلى أن أسَنَّ وضَعُف عن تقليدِ القضاء فلازَمَ إقراءَ الحديث وإفادةَ العِلم وعَلَتْ روايتُه لعُلوِّ سِنّه فتُنوفِسَ في الأخْذِ عنه وعُرِف بالثقةِ والعدالة.

مَولدُه صَبيحةَ اليوم المُتَجَلّي عن اللّيلة الثانيةَ عشْرةَ من صَفَرِ ثمان وعشرينَ وخمسَ مئة، وتوفّي بغَرناطةَ فُجاءةَ بعدَ صلاة العشاء من ليلة الأحد الرابعةَ عشْرةَ من ربيع الآخِر سنةَ ثمان وست مئة.

قال أبو القاسم المَلّاحيّ: فارقْتُه عند المغرِب بسُوق العَطّارينَ بغَرْناطة فنُعِيَ لي عند الصُّبح، ودُفن إثْرَ صلاة العصر من يومِه برَوْضة سَلَفِه بمقبُرة باب إلبِيرةَ، وكان الحفلُ في جَنازته عظيمًا والثناءُ عليه جَسِيمًا.


(١) في ق: "السلاوي"، وهي صحيحة أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>