للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البَرَاء، وآباءُ العبّاس: ابنُ عليِّ بن هارون وابنُ محمد بن شُهَيْد وابنُ (١) المَرّاكُشِيّ، وأبَوا عثمانَ السَّعْدانِ: ابنُ أحمدَ الساعِديُّ وابنُ عليّ بن ذهاب، وأبَوا عليٍّ الحَسَنانِ: ابنُ عبد الرحمن الرَّفّاءُ وابنُ محمد بن إبراهيمَ السَّهْليُّ أخو أبي إسحاقَ المذكورُ قبلُ، وأبَوا القاسم: القاسمُ بن محمد ابن الطَّيْلَسان ومحمدُ بنُ عبد الله بن إدريسَ، وأبَوا محمد: ابنُ أبي بكر ابن الآبّار وابنُ عبد الرحمن بن بُرْطُله، وأبو نَصْر فَتْحُ بن محمد بن مَرْحَب.

وكان خاتمةَ المُقْرِئين ببَلَنْسِيَة، لم يكنْ أحدٌ من أهل صِناعتِه يُدانيه في الضَّبطِ والتجويد والإتقان وحُسْن الأداء، تصَدَّر للإقراء في حياة أكثرِ (٢) شُيوخِه ورَأسَ في ذلك أهلَ عصْرِه، وقد أقرَأ بإشبيِلِيَة وقتًا وطال عُمُرُه حتى اشترَكَ في الأخْذِ عنه الأبناءُ والآباء، وكانتِ الرِّحلةُ إليه في وقتِه، وكان معَ ذلك محدِّثًا ثِقةً عاليَ الرِّواية، معروفاً بالزُّهدِ والتواضُع والتعيُّن الشهير ونَباهة القَدْر وُبُعْد الصِّيتِ في الجلالة والدِّين المتين والفَضْل التامّ. واضْطَرَبَ بأَخَرةٍ في روايتهِ فأسنَدَ (٣) عن جماعةٍ أدرَكَهم، وكان بعضُ الشّيوخ يُنكِرُ عليه ذلك معَ صحّة روايتهِ عن المذكورِينَ وإكثارِه عنهم حتى انفردَ بقراءة "رَيِّ الظَّمآن في تفسير القرآن" على مصنِّفِه أبي الحَسَن ابن النِّعمة، ولا يُعلَمُ أحدٌ من أصحابِه أكملَ قراءتَه عليه سِواه، وهو في سبعةٍ وخمسينَ سِفرًا متوسِّطةً وقَفْتُ على بعضِه، ومنه أوّلُه بخطِّ أبي جعفرٍ هذا، وكان جيِّد الخطّ أنيقَ الوِرَاقة.

مولِدُه بدانِتةَ سنةَ ثلاثينَ أو نحوها وخمس مئة، وتوفِّي ببَلَنْسِيَةَ بعد صلاة الصبح من يوم الخميس لثلاثٍ خَلَوْنَ من صَفَرِ تسع وست مئة، ودُفنَ إثْرَ صلاةِ العصر من يومهِ بمقبُرةِ الجنانِ قبلَ كائنة العُقَاب بأحَدَ عشَرَ يومًا.


(١) كذلك.
(٢) سقطت من ق.
(٣) من هنا إلى "روايته" الآتية سقط من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>