للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨١ - أحمدُ (١) بن محمد بن أضحَى بن عبد اللَّطيفِ بن غَرِيب (٢) بن يَزيدَ بن الشِّمْر بن عبد شَمْس بن الغَرِيب الهَمْدانيُّ، بسكونِ الميم والدّال الغُفْل، إلبِيريٌّ (٣) من نُزَلاءِ قرية هَمْدانَ من فَحْص غَرْناطة، أبو العبّاس.

كان من أهل البلاغة والبيان والأدبِ البارع وقَرْض الشِّعر، قَدِمَ على أميِر المؤمنينَ أبي المُطرِّف عبد الرّحمن الناصِر، فقام بين يدَيْه خَطيباً فقال: الحمدُ لله المُحتجِب بنُور عَظَمتِه، عن أبصارِ بَرِيّتِه، والدالِّ بحدوثِ خَلْقِه على أوّليّتِه، والمنفردِ بما أتقَنَ من عجائبِ دهرِه وسُنَن صَمَديّتِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لهُ إقراراً برُبوبيِّه، وخضوعاً لعزّتِه وعَظَمتِه، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه الأُمِّي، ورسولُه المكّيّ، انتخَبَه من أكرم الأَرُومات، واصطفاه من أطيبِ البيُوتات، حتى قبَضَه اللهُ إليه، واختار له (٤) ما لدَيْه، وقد قَبِلَ سَعْيَه وأدَّى أمانتَه، فصَلَّى اللهُ عليه وسلم تسليماً، ثم إنّ اللهَ تبارَك وتعالى لمّا ابتَعثَه من أكرمِ خَلْقِه، وكرَّمَه برسالتِه وأنزَل عليه محُكَمَ تنزيلِه، واختار له من أصحابِه وأشياعِه فمَن بعدَهم خُلفاءً جعَلَ منهم أمِّةً يَهْدُونَ بالحقِّ وبه يَعدِلُون، فجَعَل اللهُ الأميرَ أعزَّه اللهُ، وارثَ ما خَلَفوه من معالمِهم، وبانيَ ما أسَّسوه من مَشاهِدِهم، حتى أمِنَ السالك وسَكَن الخائف رحمةً من الله ألبَسَه كرامتَها وطوَّقَه مَجْدَ فضيلتِها، واللهُ يُؤتي مُلكَه من يشاء واللهُ ذو الفضلِ العظيم [مشطور الرجز]:


(١) ترجمه ابن الأبار في الحلة السيراء ١/ ٢٢٨، وابن الخطيب في الاحاطة ١/ ١٥٠. وينظر المقتبس ٥/ ١٧٤ - ١٧٦.
(٢) في ق: "عريب"، خطأ، وغريب هذا اسمه خالد، قال ابن الأبار في ترجمة ابن حفيد أحمد المترجم هذا: "علي بن عمر بن محمد بن مشرف بن أحمد بن محمد بن أضحى بن عبد اللطيف بن خالد بن يزيد بن الشمر الهمداني من أهل غرناطة، وولد بالمرية، وخالد يقال له: الغريب لأنه أول مولود من العرب الشاميين بكورة إلبيرة" (التكملة، الترجمة ٢٧٢٦).
(٣) في م: "البهري"، محرف، وينظر التعليق السابق.
(٤) سقطت من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>