للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاللهُ أعطاكَ التي لا فوقَها ... وقد أراد المُلحِدونَ عَوْقَها

عنكَ ويأبَى اللهُ إلّا سوقَها ... إليكَ حتى قلَّدوكَ طَوْقَها

ثُم إنّي عبدُ الأمير أبقاه اللهُ، الناشئُ في غَذِيِّ نعمتِه، المنهوكُ في محبّتِه، نادت (١) بي همّةٌ أخَذَت بضَبْعَيْ طَرْفي إلى مَن الاعترافِ بالعَجْز عن مبلَغ كُنْه بلاغة المنتطع (٢) عن أسلافِ مجدِه [البسيط]:

وما عسى قائل يُثني عليكَ بما ... أثناهُ في الوَحْي تقديسٌ وتطهيرُ؟!

فُتَّ البِرَّيةَ إلّا أنّ ألسُنَنا ... مُستنطَقاتٌ بما تُخفي الضمائيرُ

وقلتُ فيكَ أيّها الأميرُ مقالاً شرَّفتُه بفَضْلِك، وأنهيتُه بكرَم مجدِك، وهو

[الطويل]:

أيا مَلِكاً تَزهَى (٣) به قضُبُ الهندِ ... إذا لمَعتْ بينَ المَغافرِ والزّرْدِ

ومن بأسُه في منهَلِ الموتِ واردٌ ... إذا أنفُسُ الأبطالِ كعَّت (٤) عن الوِردِ

ومَن ألبَسَ اللهُ الخلافةَ نعمةً ... به فاتتِ النُّعمى فجَلَّت عن الحدِّ

فلو نَظَمتْ مَرْوانَ في سِلكِ فَخْرِها ... لأصبحَ من مَرْوانَ واسطةَ العِقدِ

تَجلَّى عن الدُّنيا فجَلَّى ظلامَها ... كما انجلَتِ الظَّلماءُ عن قمرِ السَّعدِ

إمامُ الهُدى أضحَتْ به العُربُ غَضّةً ... مُلبَّسةً نُوراً كمَوْشيّةِ البُردِ

كفاني لدَيْه أن جَعلْتُ وسيلتي ... ذِمامَ هِشاميِّ الهوى خالصِ الوُدِّ

يؤكّدُ ما يُدْلي به من متانةٍ ... لبالسُ أبيه عبدِك الفارِس النَّجْدِ

فتًى مَن رآهُ والرّماحُ شواجرٌ ... وخيلٌ إلى خيلٍ بأبطالِها تُردي (٥)


(١) في ق: "قادت".
(٢) في ق: "المتنطع".
(٣) في الحلة السيراء: "ترمي".
(٤) في ق: "كفت".
(٥) في ق: "ترد".

<<  <  ج: ص:  >  >>