للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عُمرَ (١) الطَّلَمَنْكيّ، وهو في عِداد أصحابِه، وكان من أهل العلم والرّغبة فيه والعناية التامّة به. وتوفِّي في نحو سنةِ أربع مئة.

٥٩٧ - أحمدُ بن محمد بن حَزْم الفارِسيّ.

أُراه من ذُرِّية أبي محمد بن حَزْم، رَوى عن شُرَيْح.

٥٩٨ - أحمدُ (٢) بن محمد بن حَزْم، إشبِيليّ، أبو عُمر، قد تَقدَّم التنبيهُ على التباسِه بأحمدُ بن سَعيد بن حَزْم فراجِعْه، وأنّ هذا من ذُرِّية أبي محمد عليِّ بن أحمد اليَزِيديِّ الظاهري من قِبَلِ أُمِّه، ومن بني حَزْم المَذْحِجيِّينَ من قِبَلِ أبيه.

رَوى عن أبي بكر بن أحمدَ بن طاهِر المحدِّث، وأبي الحَسَن شُرَيْح، وأخَذ العربيّةَ عن أبي القاسم عبد الرحمن ابن الرّمّاك.

رَوى عنه أبو الحَسَن بنُ عَتِيق بن مؤْمن، وأبو عَمْرٍو محمدُ بن عليّ بن عُصفُور، وأبو محمد بنُ جُمْهُور، وأبو المَجْدِ هُذَيْل.

وكان أديباً ماهراً في علوم اللِّسان على الإطلاق متحقِّقاً بالعربيّة، وكان أُستاذُه فيها أبو القاسم ابنُ الرّمّاكِ يدعوه أيامَ قراءتِه إيّاها عليه: زُقيقَ النَّحو، لكثرةِ مَباحَثتِه إيّاه وحِدّةِ أسئلتِه التي كان يُورِدُها عليه، وكان متوقِّدَ الخاطر سريعَ البديهة في نَظْم الشِّعر مُكْثِراً منه فيما شاء من فنونِه، شديدَ حركةِ الباطِن، حتى سُعِي عليه أنه يُريدُ الثورةَ بدعوةِ المَهْدي، فامتُحِنَ لذلك بأنواع من البلاء، كالضَّرب المُبرِّح بالسَّوْط والسِّجن الطّويل ونَهْب المال، وأجاز البحرَ إلى العُدْوة أوّلَ الفتنة الحادثة بينَ اللَّمْتُونيِّينَ والموحِّدين، وتطَوَّر بأطوار، فكان تارَةً جُنْديًّا وأُخرى كاتباً، إلى غير ذلك من التقَلُّبات.


(١) بعد هذا فراغ في النسختين، وأبو عمر الطلمنكي اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله، وهو مترجم في الصلة البشكوالية (٩٢).
(٢) ترجمه السيوطي في بغية الوعاة ١/ ٣٦٤ نقلاً من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>