للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حينَ استوَى واحتَوى العلياءَ عَنَّ لهُ ... بالانمحاقِ وبالنَّقْص الجديدانِ

كذا الهلالُ إذا ما تَمَّ عاد بهِ ... كَرّ اللّيالي إلى مَحْوٍ ونُقصانِ

تالله ما كان فيه ما يَسُوءُ سوى ... أنْ لم يَدُمْ لأخِلّاءٍ وإخوانِ

وإنّما زال من دارِ الفَناءِ لكي ... يُجاوَ اللهَ فيما ليس بالفاني

إذا مآثرُهُ في الناس تُؤْثَرُ لم ... يُشَكَّ في أنه للحُرِّ عُمْرانِ

أطابَ نفْسي أبا بكرٍ حياتُكَ في ... عزٍّ وهمُّك في مَحْياك شيئانِ

بِرٌّ تُقدِّمُ أو ذِكْرٌ تُخلِّفُهُ ... ذكْرُ الفتى بجميلٍ عُمْرُه الثاني

٦٤١ - أحمدُ (١) بن محمد بن سُليمانَ بن شُنَيْف العُقَيْليّ، بَلَنْسِي، أبو جعفر.

رَوى عن أبي الرَّبيع بن موسى بن سالم، وأبي عبد الله بن عبد الله ابن الأبّار، وأبي العبّاس (٢) بن أُمَيّةَ، وأبي عليّ بن الشَّلَوبِين، وأبي القاسم أحمدَ بن عليّ بن حَرِيق، وأبي المُطرِّف أحمدَ بن عبد الله بن عَمِيرة، وقَدِمَ مَرّاكُشَ دَفَعات أُخْراها من إفريقيّةَ سنةَ ثمانٍ وخمسين وست مئة، وخَلَّفَ فوائدَ جَمّةً وتعاليقَ أدبيّةً كثيرةً وجُملةً وافرةً من كلام أبي المُطرِّف بن عَمِيرةَ نثرًا ونَظْمًا.

وكان نبيلَ الخطِّ مُتقِنَ التقييد كتَبَ الكثيرَ، وعُني بالآدابِ كثيرًا، جالسْتُه طويلًا وانتفَعْتُ من قِبَلِه ببعض ما أوصَلَه ممّا ذَكَر، وصارت إليه من قِبَلي فوائدَ أدبيّةٌ قد كان شديدَ الطّلبِ لها كثيرَ الحِرص عليها باحثًا عنها بالأندَلُس وإفريقيّةَ فلم يَلْقَها، وصار إليّ معظمُ ما قَدِمَ به بعدَ وفاتِه رحمه الله، وكان قَبْلَ خِبرتِه باديَ الجَفاء ظاهرَ النُّفور، حتى إذا ألِفَ وتُوُولفَ انبسَطَ واستَرْسَلَ وأمتَعَ مجُالِسَه من الأُنسِ بما شاء.


(١) ورد ذكره في رسالة لأحمد بن عميرة المخزومي وحَلّاه فيها بصاحبن "الوزير الفقيه أبي جعفر ابن شنيف (رسائل ابن عميرة، الورقة ٢١٧)، والمترجم ممن يستدرك على صاحب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام".
(٢) بعد هذا فراغ في النسختين.

<<  <  ج: ص:  >  >>