للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أبي الحَسَن يونُسَ بن محمد بن مُغيث، وكان مُنتحِلًا الفقهَ مائلًا إلى ذكْرِ المسائل ولم يكنْ بذلك في حفظِها، واستُقضيَ بقُرطُبةَ وقتًا، وإيّاه عنَى أبو جعفر بن محمد بن جُرْج في بيتِه الذي أجاز به بيتَ أبي بكرٍ يحيى ابن الأركشي (١)، وهما اللذانِ تقَدَّم إنشادُهما في رَسْم أبي جعفر بن جُرْج.

٦٤٩ - أحمدُ (٢) بن محمد بن سَهْل، سَرَقُسْطيّ، أبو جعفر، ابنُ الجَزّار.

ذكَرَه أبو عامرٍ محمدُ بن أحمدَ بن عُمرَ السالِميُّ (٣) فقال: هو معدودٌ في شُعراءِ بني هُود، وكان من أهل القرآن والأدبِ والشّعر، وهو الذي خاطَبَه أبو عامر (٤) بن غَرْسِيّةَ من دانِيَة برسالتِه المشهورة في تفضيل العَجَم على العَرَب عند هبوطِه من سَرَقُسْطةَ يريدُ المَرِيّة في حياة المعتصِم بن صُمَادِح، وقد عَدَلَ عن دَانِيَةَ في حياةِ إقبالِ الدّولة بن مُجاهد ثم رجَعَ إلى سَرَقُسْطة ووصَلَ إلى لارِدةَ معَ سيفِ الدّولة ابن المُستعين، وقرأتُ أنا عليه فيها القرآنَ والأدبَ، وكنت أسمَعُه يَذكُرُ المَرِيّة، فلا أدري إن كان مشَى إليها ثم رجَعَ إلى سَرَقُسْطة وفيها مات في أيام المُستعين، وله قصائدُ مطوَّلاتٌ في مَدْح بني هُود وابن صُمَادِح.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: كانت ولايةُ المُستعين [سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وأربع مئة] (٥).


(١) منسوب إلى "أركش" من قرى شريش.
(٢) ترجمه ابن سعيد في المغرب ٢/ ٣٥٥.
(٣) ستأتي ترجمته في السفر السادس من هذا الكتاب (الترجمة ٧)، ولعل المؤلف ينقل من كتابه "درر القلائد وغرر الفوائد في أخبار الأندلس وأمرائها وطبقات علمائها وشعرائها".
(٤) بعد هذا بياض في النسختين، واسم أبي عامر أحمد كما في المغرب ٢/ ٤٠٦.
(٥) بياض في النسختين، وفي بني هود اثنان يعرفان بالمستعين، أولهما سليمان بن محمد أو ابن أحمد بن هود وهو المستعين أكبر، وكانت ولايته من سنة ٤٣١ هـ إلى سنة ٤٣٨ هـ, والثاني أحمد بن المؤتمن ويقال له: المستعين الأصغر وقد ورث إمارة بني هود من ٤٧٨ هـ إلى وفاته سنة ٥٠١ هـ. وهذا الأخير هو المقصود (انظر الحلة السيراء ٢/ ١٤٧، والمغرب ٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧، وأعمال الأعلام ١٧٠ وما بعدها)، وما بين الحاصرتين منا.

<<  <  ج: ص:  >  >>