للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي جَرَادةَ الحَلَبيِّ، وأبي محمد صالح بن إبراهيمَ بن أحمدَ الفارِقي، وأبي المَعالي بن أبي محمد بن عبد الله بن (١) عليّ ابن المازَرِي، وأبي [عبد الله] (٢) محمد بن أحمدَ بن عُمر بن أحمدَ الحنَفيّ.

وكان تامَّ العناية بشأنِ الرّواية، ضابِطًا لحديثه، يَقِظًا، سَرِيًّا فاضلًا، شديدَ التهمُّم بالعلم على الإطلاق، وحُبِّب إليه طلبُه مُذْ صِغَرِه، وآثَرَ قديمًا مذهبَ الظاهِريّة فمال إليه مدّةً، وصَنَّف في عَضْدِه ثم نَزَعَ عنه واعتَمدَ مذاهبَ الفقهاءِ أهل النظَر، وكان وافرَ الحظِّ من الأدبِ شاعرًا مطبوعًا مُحسِنًا، نَظَمَ الشّعرَ في صِغَرِه وهو بالمكتَب وبَرَعَ فيه وفي الكَتْب، ومن نَظْمِه [الطويل]:

ومن نكَدِ الدّنيا على الحُرِّ حاسدٌ ... يَكيدُ وَينوي جاهدًا أن يُناوَيهْ

يَرى أنه ما أن يَعُدَّ ولا يَرى ... مساوَيهُ حتى يعُدَّ مَساوَيهْ

فلا تعجَبوا ممّن عَوَى خلْفَ ذي عُلًى ... لكلِّ عليٍّ في الأنام معاويهْ (٣)

وقد أُنكِرَ عليه ما في طيّ هذا التضمين القَبيح، وأُلحِقَ بالتعريض المُرْبي على التصريح، حتى قال بعضُ مَن وقفَ عليه من أهل العلم ممّن له في السُّنّة أوفرُ قسم مُنتصرًا لصاحبِ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وكاتبِ الوَحْي عنه وخالِ المؤمنينَ رضي اللهُ عنهم: اخسَأْ يا لعينُ واعلَمْ [الطويل]:


(١) من هنا إلى قوله: "بن عمر" سقط كله من ق.
(٢) ما بين الحاصرتين بياض في النسختين، واستفدناه من ترجمة المذكور، وهو العلامة مسجد الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر المراكشي المحتد ثم الإربلي الحنفي المعروف بالظهير (٦٠٢ - ٦٧٧ هـ)، وهو مترجم في ذيل مرآة الزمان ٣/ ٣٨٦، وتاريخ الإِسلام ١٥/ ٣٤٥، وبغية الوعاة ١/ ٣٧ وغيرها.
(٣) في النفح: فلا تعجبا، وعقب المقري على هذا البيت بقوله: قلت: لا يخفى ما فيه من عدم سلوك الأدب مع الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، ويرحم الله بعض الأندلسيين حيث قال في رجز كبير:
ومن يكن يقدح في معاويه ... فذاك كلب من كلاب عاويه

<<  <  ج: ص:  >  >>