للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأربع مئة، فخرَجَ إلى دانِيَةَ وطلَبَ الجهادَ معَ الأمير يوسُفَ بن تاشَفين اللَّمْتُوني، فوَصَلَ سَبْتةَ وهو قد فَصلَ إلى بَطَلْيَوْس فيئس من لَحاقِه وعَدَلَ إلى طَنْجة ولقِيَ بها القاضيَ أبا الأصبَغ عيسى بن سَهْل وناظَرَه في مسائلَ من العلم عويصةً دَلّت على تبحُّرِه في العلم واتّساع باعِه فيه وأدَّتْه إلى وَضْعِ رسالةٍ سَمّاها: "رسالةَ الامتحانَ لمَن برَّزَ في عِلم الشريعةِ والقرآن"، خاطَبَ بها أبا الأصبَغ بنَ سَهْل المذكورَ وطلَبَ منه الجوابَ عن تلك المسائل التي وقَعَتْ بينَهما المناظرةُ فيها.

٦٧٢ - أحمدُ (١) بن محمد بن عبد الرّحمن بن حاطِب بن زُهْر، باجِيٌّ، باجةَ الأندَلُس، أبو العبّاس.

رَوى الحديثَ عن أبي عُمر مَيْمون بن ياسين اللَّمْتُونيّ، وأخَذَ العربيّةَ والآدابَ عن أبي بكرٍ عاصم بن أيوبَ البَطَلْيَوْسي، وأبي الحَسن بن أفلحَ القَلَبَّق (٢)، وأبي حَفْص بن خَطّابٍ المارِديّ، وأبي عبد الله بن أبي العافيةِ خِيَرةَ، وأبي عبد الملِك مَرْوانَ بن الجعديلة.

رَوى عنه أبو بكر بن خَيْر، وأبو الحَسَن عَقِيلُ بن العَقْل، وأبو حَفْص (٣) ابن عُكَيْس، وأبو عبد الله بن مالكٍ المارْتُليّ.

كان من جِلّة النُّحاة وحُذّاقِهم، ذا حَظّ صالح من روايةِ الحديث، حافظًا للفقه، زاهدًا وَرِعًا فاضلًا، تصَدَّرَ لتعليم العربيّة واللُّغات عُمرَه كلَّه، وأسمَعَ الحديثَ أحيانًا إلى أن توفِّي قريبًا من نصفِ ليلةِ الأربعاء مُنسلَخ جُمادى الأُخرى سنةَ ثِنتينِ وأربعينَ وخمس مئة ابنَ نحوِ ثمانينَ سنةً ودُفن يومَ الأربعاءِ خارجَ بابِ مدينة بَلَدِهِ باجَة.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٤٨)، والذهبي في تاريخ الإِسلام ١١/ ٨٠٢، والسيوطي في بغية الوعاة ١/ ٣٧١.
(٢) اسم لاتيني الأصل يعني: السلحفاة.
(٣) بعد هذا بياض في النسختين، واسم أبي حفص هذا عمر بن عبد الرحيم بن عمر، كما في ترجمة والده عبد الرحيم من التكملة لابن الأبار (٢٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>