للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمع من أبوَي الحَسَن: ابن عبد الله بن النّعمة وابن محمد بن هُذَيْل، وأبي عبد الله بن يوسُفَ بن سَعادة وأبي عامرٍ محمد بن حَبِيب، وأبوَيْ محمد: عبد الحقّ (١) بن غالب بن عَطِيّة وعاشِر، وأبي الوليد يوسُفَ بن عبد العزيز ابن الدّبّاغ، وتفَقَّه بأبي الأصبَغ بن إدريسَ ولازَمَه، وناظَرَ عندَ أبي بكرٍ عَتِيق بن أسَد، وأبي عبد الله بن مغاور (٢).

رَوى عنه أبو محمد قاسمُ بن فِيرُّه الضّرير، وأبو عُمر يوسُف بن عبد الله بن عَيّاد. وكان محدِّثًا حافظًا، مُتقِنًا فيما قيَّد، ثقةً فيما رَوى، على مِنهاج أهل الحديث ومن أهل المعرِفة به والتمييزِ لعِلَلِه والذِّكْر لرُواتِه بأسمائهم وكُناهم ومَوالدِهم ووَفَياتِهم، عالمًا بالشّروطِ بصيرًا بعَقْدِها، حسَنَ الخَطّ دَؤوبًا على النَّسح يُتنافَسُ فيما يَكتُب ويُقيِّد، له تَنابيهُ مُفيدة، ووَلِيَ ببلدهِ خُطّةَ الشُّورى.

قال أبو عُمر ابن عَيّاد: لم أرَ بعدَ أبي الوليد ابن الدّبّاغ أحفَظَ منه لأسماءِ الرّجال، وهُو ممّن ينبغي أن يُلحَقَ في الطبقة الثانيةَ عشْرةَ من أئمةِ المحدثين. يعني التي ألَّف أبو الوليد ابنُ الدّبّاغ، وسَمَّى معَه أبا الفَضْل بنَ عِيَاض وأبا بكر بن فَتْحون وأبا القاسم بنَ حُبَيْش، قال: وكان وَرِعًا مُنقبِضًا متواضِعًا من بيتِ عِلم وخَيْر، وتزهَّدَ بأَخَرةٍ حتى عُرِف بإجابةِ الدّعوة، وسألَ الله أن يُميتَه غريبًا ذابلَ الجِسم فكان كما تَمنّى بالمَهْديّة من بلاد إفريقيّة متوجِّهًا إلى الحَجّ لثلاثَ عشْرةَ خَلَت من رمضانِ ثمانٍ وخمسين وخمس مئة، وقال أبو عبد الله (٣) ابن عفيون: توفِّي سنةَ سبع قبلَها، وحَكَى نَحْوًا مما تقدَّم ووَصَفَه بالعدالة والدِّيانة والتحرّي (٤)


(١) في ق: "ابن عبد الحق"، خطأ، فإنما سماعه من أبي محمد عبد الحق.
(٢) في ق: "مشاور"، وهو تحريف، فهو أبو عبد الله محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور السلمي من أهل شاطبة، توفي سنة ٥٣٦ هـ، وهو مترجم في التكملة لابن الأبار (١٢٧٤).
(٣) بعد هذا بياض في النسختين، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن عفيون، مترجم في التكملة لابن الأبار (١٤٢٣).
(٤) في ق: "والتجرد".

<<  <  ج: ص:  >  >>