للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فزَارةَ وابن عَتِيق بن مؤمن وابن كَوْثَر، ومن أهل المشرِق: حاتمُ بن سِنَان بن بِشْر الحَبْليُّ، بكسر السّين الغُفْل ونونَيْن بينَهما ألفٌ، وباءٍ بواحدة مكسورة وشِين معجَم ساكنٍ وراءٍ، وفتح الحاءِ الغُفْل وسكونِ الباءِ بواحدة ولام منسوبًا، وأبو حَفْص المَيَانِشيُّ، وأبو الفَضْل أحمدُ بنُ عبد الرّحمن بنِ محمد بن مَنْصور الحَضْرميّ الإسكندريّ وابن كاسيبويه (١) وغيرهم.

وكان مُفسّرًا للقُرآن العظيم، عالمًا عاملاً، مُحدّثًا راوية عدلاً، بَلِيغًا فَصِيحًا شاعرًا مجوّدًا، أديبًا، متصوِّفًا صالحا فاضلًا ورعًا، غَزِيرَ الدَّمعةِ، بادي الخَشْية والخُشوع، كثيرَ اللُّزوم لمطالعة كُتُب العِلْم، عاكفًا على التَّقْييد.

صنَّفَ في علوم القُرآن والحديث، وله إنشاءاتٌ في سُبُل الخَيْر والرَّقائق نَظْمًا ونثرًا يلوحُ فيها بُرهان صِدْقِهِ.

قال أبو بكر أحمد بن محمد بن سُفيان: كُنّا ندخلُ عليه فنجدُهُ جالسًا والكُتُب قد أحْدَقت به يمينًا وشمالاً، وكُنّا نحضرُ عنده للسَّمَاع عليه فكانَ القاري يقرأُ ويضعُ أبو العباس يدَهُ على وجهه ويَبْكي حتى يعجبَ الناسُ من بُكائه.

وحدَّثني الشيخُ أبو محمدٍ حَسَن بن أبي الحَسَن ابن القَطَّان، قال: أخبرني أبو عبدِ الله بن عبد الرّحمن التُّجِيبيُّ، قال: حدّثني ابن كاسيبويه، قال: خرجتُ مع أبي العبّاس الأُقليجي قاصدًا النزهة في المَنَار وهو على بُعْدٍ من البَلَد وأخرجتُ معي طعامًا وأُنسيت إخراج الماء فلما صعدنا المَنَار ونزلنا للأكل تذكرتُ الماءَ ولا ماءً في ذلك المكان فذكرت ذلك للأُقليجي، فقال لي: سِر إلى تلك الزاوية وخُذ الإناء الذي فيها فقَصَدتُ إلى الموضعِ الذي أشارَ إليه فوجدتُ فيه قُلَّةَ ماءٍ.


(١) هو القاضي السعيد ضياء الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن كاسيبوية، ويقال: اسمه علي بن محمد، كان من كتّاب الدولة العبيدية، ثم صار كاتبًا للظاهر ابن السلطان صلاح الدين بحلب، وتوفي سنة ٥٨٨ هـ (ينظر اتعاظ الحنفا للمقريزي ٣/ ٢٢٠، وبغية الطلب لابن العديم).

<<  <  ج: ص:  >  >>