للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَذكُر في مقدِّمة تلاميذه، ولدَه أَبا عبد الله محمدًا -الذي يبدو أنه كان أكبرَ أولاده- فقد ذَكَر ابنُ حَجَر في "الدُّرر" أنه: "سمع على أَبيه الإِمام العلامة التاريخيِّ وتأدَّب به" (١). وكان ابنُ عبد الملك معنيًّا بتعليم ولده هذا مهتمًّا بتثقيفه، وتوَلّى تنشئتَه العلميّة والأدبية بنفسِه، كما استعان في ذلك ببعض شيوخِه وأصحابه وتلاميذِه؛ كمالك ابن المُرحَّل وأبي عثمانَ سعيد بن عبد الله وغيرهما، وكان يَستجيزُ أو يتلقّى إجازةَ بعض العلماء لولده محمد هذا وكذلك لولده الثاني أبي القاسم أحمدَ وبقيّة أولادِه الخمسة، وقد رأينا إجازة ابن خميس من الجزيرة الخضراء (٢)، وابن الغَمّاز من تونُس (٣)، وابن فَرْح الإشبيلي من دمشق (٤) لمحمدٍ وأخيه أبي القاسم وإخوتهم الثلاثة، ولكنّنا لا نعرفُ شيئًا عن الثلاثة الأخيرِين.

وذكر ابنُ حَجَر أنّ محمدًا ولد ابن عبد الملك قرأ "على أبي العبّاس أَحْمد بن عثمان ابن البنّاء التعاليميِّ كثيرًا من تصانيفه في العدَد والنحو -كذا، والصواب: النجوم- والبديع" (٥)؛ ولكننا نجدُ نصًّا آخَرَ مخالفًا -قد يفيدُ العكس- وهو قول ابن القاضي: "وأخَذ ابنُ البنّاء الحديث عن أبي عبد الله وأخيه ولدَيْ محمد بن عبد الملك بن سعيد الأنصاريِّ الأوْسيّ الشهير بابن الدَّهّاق، قرأ عليه "الموطأ" روايةَ يحيى وعروض ابن السَّقّاط، وتأدَّب به في عقود الوثائق وانتفع به كثيرًا" (٦).

وفي هذا النصّ الذي لا نَعرِف مصدرَ ابن القاضي فيه وَهِم في شُهرة ابن عبد الملك فلم يذكر أحدٌ غيرَه شُهرة ابن عبد الملك بابن الدَّهّاق، ولا نحسَبُ أنّ له صلةَ


(١) الدرر الكامنة ٤/ ١٩٤.
(٢) الذيل والتكملة ٦/الترجمة ٨٠٦.
(٣) المصدر نفسه ١/الترجمة ٦٠٢.
(٤) المصدر نفسه ١/الترجمة ٤٨٤.
(٥) الدرر الكامنة ٤/ ١٩٤.
(٦) جذوة الاقتباس ١/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>