للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن [....] (١)، وأبو محمد بنُ محمد الباهِليّ، وحدَّثنا عنه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه الله (٢).

وكان أديبًا بارِعًا، شاعرًا مُجِيدًا، طيِّبَ النفْس لَوْذَعيًّا، حَسَن الخُلُق، غزيرَ الدّمعة عندَ ذِكْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كثيرَ الخشوع عند سَماع أخبارِه، متواضِعًا سليمَ الصَّدر، جميلَ الصُّحبة والمعاشَرة، مُبتذَلَ الملبَس جانحًا إلى الزهد والانقباض، مُمتَّعًا متّسِعَ الرّواية، ضابِطًا شديدَ العناية بتقييد العلم ولقاءِ حَمَلتِه، أخَذَه عن أكابرِ شيوخٍ عَصْره وعن من يَتنزَّلُ منزلةَ بَنِيه فمَنْ بينَهم؛ شَغَفًا بالعلم وحرصًا عليه ورغبة في استفادتِه، كتَبَ الكثيرَ وجمَعَ، وكان مُولَعًا بانتساخ الكُتبِ الصِّغار والكراريس، وقَفْتُ على كثيرٍ منها بخطِّه في فنونٍ من العلم.

ومن شعرِه ما أنشَدتُه على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ، رحمه الله، عنه (٣) [الخفيف]:

عزَّ من لا يَموتُ يا مَنْ يموتُ ... وتَعالى فلم تَنَلْهُ النُّعوتُ

إنّ دُنْياك هذه غِرَّةٌ ما ... لثباتِ الأنام فيها ثبوتُ

فاترُكَنْها فإنّها أُمُّ دَفْرٍ ... لبَنِيها غَرَّارةٌ خَلَبوتُ

ومنه بالطريق المذكور (٤) [البسيط]:

حَسِّنْ فعالَكَ واجنَحْ للتُّقى أبدًا ... وسَلْ منَ الله حُسْنَ الخَلْقِ والخُلُقِ

وطهِّرِ القلبَ من شكٍّ ومن دَنَسٍ ... فآفةُ الثوبِ أن يُطْوَى على خَلَقِ

قال شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه الله: وجَدتُ هاتَيْنِ القطعتينِ منسوبتينِ إليه ولا أحقِّقُهما له.


(١) بياض في الأصل.
(٢) برنامج شيوخ الرعيني (١٠٥).
(٣) المصدر السابق (١٠٧).
(٤) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>