للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٥ - سُليمان (١) بن حَكَم بن محمد بن أحمدَ بن عليّ الغافِقيُّ، قُرْطُبيّ، أبو الرَّبيع.

تَلا القرآن وأخَذ النَّحوَ واللّغة عن أبي جعفر بن يحيى، وأبي عبد الله البَكْريِّ الأُقلِيجيّ، ورَوى الحديثَ عن أبوَيْ عبد الله: ابن حَفْص وابن الفَخّار، وأبي عُمرَ بن عاتٍ، وأبوَي القاسم: ابن بَشْكُوال والشَّرّاط.

رَوى عنه أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، وحدَّث عنه بالإجازة شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيّ، وأبو محمد طَلْحةُ بن محمد بن طَلْحة. وكان كبيرَ عاقِدي الشُّروط بقُرْطُبة يقعدُ لذلك بدُكّانٍ غَرْبيَّ المسجدِ المنسُوب إلى بدر، مُبِرِّزًا في العَدالة والضَّبط وحُسن الخَطّ، عارفًا بنَوازلِ الأحكام، أديبًا كاتبًا مَديدَ الباع في النَّظْم، ونَظَمَ باقتراح أبي القاسم ابن الطَّيْلَسان أُرْجوزةً مُزدَوَجةً في الفقه شُهِدَ لهُ بالإجادةِ فيها ضمَّنها مسائلَ "الخِصَال الصَّغير" للعَبْديِّ وأبوابِه.

ومن نَظْمه قصيدةٌ يُثْني فيها على الإِمام أبي الحُسَين مُسلم بن الحَجّاج ويصِفُ إتقانَه في تصنيف "صحيحِه"، وهي مما أنشَدتُه على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيّ رحمه الله، قال (٢): [٢٧ ب] أجاز لي حَمْلَها عنه ناظمُها فيما أذِنَ لي فيه.

وأنشَدَنيها صاحبُنا أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، قال: أنشَدَني شيخُنا أبو الرَّبيع بنُ حَكَم لنفسِه [طويل]:

تَحدَّى بإتقانِ الرّوايةِ مسلمُ ... وأوضَحَ في الإسنادِ ما هُو مُبهَمُ

وأبدعَ في علمِ الحديث عجائبًا ... أبانَ بها ما لم يكنْ قبلُ يُفْهمُ

وخرَّجَ من محضِ الصِّحاحِ مصنَّفًا ... به كلُّ مَن يَهوَى الأحاديثَ مُغرَمُ


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٣١٦١)، والرعيني في برنامجه (١٢٦)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٤٠٩، والذهبي في المستملح (٧٩٣)، وتاريخ الإسلام ١٣/ ٥٤٢، والصفدي في الوافي ١٥/ ٣٧٠، والتنبكتي في نيل الابتهاج ١٠٢ (ط. فاس).
(٢) أشار الرعيني في برنامجه إلى هذه القصيدة ولم يوردها.

<<  <  ج: ص:  >  >>