للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسابقَ كلَّ المُسنِدينَ ففاقَهمْ ... وأربَى عليهمْ حينَ جادَ وديَّموا

لقد أخمدَ الكُتْبَ السَّنِيةَ ذكْرُهُ ... كما خَمَدت في طَلْعةِ البدرِ أنجُمُ

فيا طالبًا للعلم دُونَكَ مُسنَدًا ... صحيحًا به من علّةِ الوَهْم تسلَمُ

فما بعدَ فُرقانٍ هُدِينا بنُورهِ ... أجلُّ وأعلى منه قَدْرًا وأعظمُ

عليكَ بمجموع من العلمِ فاغتنمْ ... فما مثلَهُ من مُسنَد الوَحْي تغنَمُ

به تَهتدي مهما استضَأْتَ بنُورِهِ ... إذا ما دَجَا ليلٌ من الجَهْل مُظلمُ

فلا تعتمدْ إلا عليه فإنهُ ... على كلِّ ديوانٍ يُرَوَّى مقدَّمُ

جَزَى اللهُ خيرًا مُسلمًا وأثابهُ ... بأكرمِ نُزْلٍ خالدًا فيه يَنعَمُ

تَهدَّى لعلمٍ لم يزَلْ فيه قُدوةً ... وما كان إلّا للهدايةِ يُلْهَمُ

لئنْ فارَقَ الأبصارَ مَرْأى عِيَانِهِ ... فما نُورُه مَرْأى البصائرِ يُعدَمُ

عليه سلامُ الله ما حجَّ راكبٌ ... وما طاف بالبيتِ المحرَّم مُحْرِمُ

تَلقَّى لامَ القَسَم في البيتِ الذي قبلَ الآخِر بما تُتلَقَّى به أدواتُ الشَّرط غَفْلةً منه، جَرَّها عليه اعتبارُ الشَّرط الذي دخَلَتْ عليه لامُ القَسَم، والعرَبُ إنّما تُراعي في هذا البابِ ما تُصدِّرُ به الكلام؛ وُيخرِجُه عن هذا أنْ لو عَوَّضَ الفاء من "فما" باللام.

وأنشَدْتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ -رحمه الله- لأَبي الرّبيع بالإسناد المتقدِّم إليه (١) [السريع]:

يفرَحُ الِانسانُ لأَيّامِهِ ... تمَضي لِما يرجو مِنَ امالِهِ

وهْو على الدِّرهم يبكي دَمًا ... إِنْ خالَه يَذهَبُ من مالِهِ


(١) برنامج الرعيني (١٢٦)، ونيل الابتهاج (١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>