للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجِّ وابن أبي الخِصَال وابن مَعْمَر وابن المُناصِف وابن نَجاح وحفيدِ مَكّي، وأبوَي القاسم: ابن بَقِيّ ابن بَشْكُوال، وأبَويْ محمد: النَّفْزيِّ الخطيبِ وابن يَربُوع، وأبوَيْ مَرْوانَ: ابن قُزْمان وابن مسَرّةَ، وأبي الوليد بن طَرِيف.

وكان شديدَ العناية بلقاءِ الشّيوخ والرّواية عنهم، وكتَبَ الكثيرَ وعُنِي بالضَّبطِ والتقييد وتصحيح كُتبِه، ولم يكنْ بالكامل الإتقان، فكثيرًا ما يوجَدُ الخَلَلُ في كُتبِه التي بخطِّه وعانَى تصحيحَها ومقابلتَها وقراءتَها على [٥٢ أ] شيوخِه، وأرى ذلك عن غَفْلة فيه، واللهُ أعلم. وقد وقَفْتُ على نُسخة بخطِّه من "الصِّلة" تأليفَ الرّاوِية أبي القاسم ابن بَشْكُوال وعلى أوّل جُزءٍ منها بخطِّ أبي القاسم ابن بَشْكُوال ما نصُّه: سألَني صاحبُنا الفقيهُ الزّكيّ المُحدِّثُ الكامل أبو محمدٍ عبدُ الله بن إسماعيلَ بن فَرَج -توَلَّى اللهُ تعالى كرامتَه، وضاعَفَ جلالتَه- مُناوَلةَ كتابِ "الصِّلة"، فأجَبْتُه إلى ما سأل على وَجْه الطاعةِ له بعدَ أن أشفَقْتُ ممّا رُسِم أن يتَعاطَى مثلي معَ مثلِه منزلةَ الأشياخ، لكنّ بعضَ الشُّيوخ كان يقول: موافقةُ الإخوان خيرٌ من الإبقاءِ على النفْس، فأحضَرْتُ الكتابَ المذكورَ وناوَلتُه إيّاهُ امتثالًا لأَمرِه، واللهُ يَصُونُ قَدْرَه ويُجمِلُ ذكْرَه. وتاريخُ هذا المكتوبِ صَدْرَ صَفَرِ أربع وثلاثينَ وخمس مئة.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: كنتُ أستجيدُ التعبيرَ عن هذا المقصدِ بمثل هذه العبارة، وأُبعدُ كثيرًا أن يَصدُرَ مثلُه عن أبي القاسم ابن بَشْكُوال رحمه اللهُ حتّى وقَفْتُ على نُسخة من "شُيوخ الرَّاوِية أبي عَمْرو السَّفاقُسِيّ" وذكَرَ بعضَ ما أخَذ عنهم، كتَبَ بها إلى القاضي أبي عُمرَ أحمدَ بن محمد ابن الحَذاء، وذكَرَ في صَدْرِها سؤالَه إيّاه ذلك، وقال: فأجَبْتُه بعدَما أشفَقْتُ منه إلى ما رُسِم، وإن كان على مِثلي فيه وَهْنٌ أن يتَعاطَى رُتبةَ الأئمّة ومنزلةَ الأشياخ معَ مثلِه، لكنّي سَمِعتُ بعضَ الشّيوخ يقول: موافقةُ الإخوان خيرٌ من الإبقاءِ على النفْس. فسُرِرتُ بصِدق حَدْسي في ذلك، والحمدُ لله على نِعَمِه التي لا تُحصَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>