للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه أبو أحمدَ جعفرُ بن زَعْرور، وأبو إسحاقَ ابن القَصِير، وأبَوا بكر: عَتِيقُ بن أحمدَ بن مُجبر ومحمدُ بن عبد النُّور، وأبو التُّقى صالحُ بن عليّ بن عبد الرحمن بن إبراهيم، وأبَوا جعفر: الجَيّار وابنُ علي بن غالب، وابنُ محمد بن أبي بكرٍ الكِنَاني، وابنُ يحيى، وأبو الحَجّاج المَرْفَلِّي، وأبو زيد الخَزْرَجيُّ القُمَارِشيّ، وأبَوا عبد الله: ابنُ عَسْكر وابنُ سَعيد الطّرَّاز، وأبو عليّ بن هاشم، وأبَوا عَمْرٍو: سالمُ بن صالح بن سالم ومَيْمونُ بن عبد الحقّ بن خَبّازةَ (١)، وآباءُ محمد: ابنُ أحمدَ بن عَطِيّةَ وابنُ محمد الباهِليّ وابنُ موسى الركيبي؛ وحدَّث عنه بالإجازة جماعة منهم أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان.

وكان في وقتِه ببلدِه كاملَ المعارِف صَدْرًا في المُقرِئين المُجوِّدين رئيسَ المحدِّثينَ وإمامَهم، واسعَ المعرِفة مُكثِرًا ثقةً عَدْلًا أمينًا، مَكِينَ الدِّرايةِ رائقَ الخَطّ، وَرِثَه عن أبيه وأورَثَه بَنِيه، نبيلَ التقييد والضَّبط، ناقدًا ذاكِرًا أسماءَ رجالِ الحديث وطَبَقاتِهم وتواريخَهم وما حُلُوا به من جَرْح وتعديل، وهذا الفنُّ من فنون العلم كان أغلَبَ عليه وشُهِرَ به، فلم يكنْ أحدٌ يُدانيه في ذلك [٥٨ ب] إلا آحادٌ من أهل عَصْرِه؛ عزيزَ النَّظير متيقِّظًا متوقِّدَ الذِّهن، كريمَ الخِلال حميدَ العِشرةِ دَمِثًا مُتواضِعًا حسَنَ الخُلُق محبَّبًا إلى الناس، نَزِهَ النفْس جميلَ الهيئةِ وَقُورًا مُعظَّمًا عندَ العامّة والخاصّة، دَيِّنًا زاهدًا وَرِعًا فاضلًا، نَحْويًّا ماهرًا، رِّيانَ من الأدب، قائلًا الجيِّدَ من الشِّعر مُقصَّدًا ومُقَطَّعًا. وقد جَمَعَ ابنُه الأستاذ أبو بكر أحمدُ المَدْعوُّ حُمَيدًا تأليفًا حَسَنًا في أخبارِه، وكان له بجامع مالَقةَ الأعظم مجلسٌ عامٌّ سوى مجلس تدريسِه يتكلَّمُ فيه على الحديثِ إسنادًا ومَتْنًا بطريقةٍ أعجَزَ عنها الكثيرَ من أكابرِ أهل زمانِه، وتصَدَّر للإقراءِ ابنَ عشرينَ سنةً أو نحوِها، وخَطَبَ بجامع مالَقةَ مُدّة ثُم أُخِّر عن الخُطبة وانقَطعَ إلى التدريس ونَشْر العلم وإفادتِه. وكان أبو محمد بنُ حَوْطِ الله يقول: المحدِّثون بالأندَلُس ثلاثة: أبو محمد


(١) الضبط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>