للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تَقدَّم رفْعُ نَسَبِه في رَسْم أبيه وغيِره. رَوى عن أبيه وعمِّه أبي محمد عبد الغَفُور وأبي بكرٍ ابن العَرَبي وأبي الحَسَن شُرَيْح، وأبي الحَكَم عَمْرو بن أحمدَ بن حَجّاج، ولزِمَ صُحبةَ أبي عبد الله بن المُجاهد.

وكان زاهدًا فاضلًا صادقَ الوَرَع، كَفَّ عن أكلِ بهيمة الأنعام ألبتّةَ حين نشَأت الفتنةُ على اللَّمْتُونيِّين، وله في ذلك أخبارٌ عجيبة تدُلُّ على صدق وَرَعِه وحُسن حالِه مع الله تعالى، وتوفِّي في أوائل عَشْرِ الثمانينَ وخمس مئة.

٣٨٧ - عبدُ الله (١) بن خَميس بن مَرْوان الأنصاريُّ، بَلَنْسِيٌّ، أبو محمد.

كان فقيهًا جليلًا، استَقْضاه بدانِيَةَ وأعمالهِا إقبالُ الدولة عليُّ بن مجاهِد العامري (٢)، وعَهْدُهُ له بذلك من إنشاءِ أبي محمد بن أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، في شوّالِ اثنَيْن وأربعينَ وأربع مئة، ثم صَرَفَه بسِعاية محمد بن مبارَك الصائغ عليه، ووَلّى مكانَه أبا عُمر ابنَ الحذّاء، وأوصَى إليه أبو عَمْرو المُقرئُ بالصلاة عليه عند وفاتِه بدانِيَةَ للنصف من شوّال سنة أربع وأربعينَ وأربع مئة، فأنفَذَ أبو العبّاس وصيّةَ أبيه بذلك، وكان حيًّا سنة ست وسبعينَ وأربع مئة.

٣٨٨ - عبدُ الله بن رَشِيق (٣)، قُرطُبيّ [أندَلُسي.

أوطَنَ القَيْروانَ سنينَ عدّة، واختَصَّ بأبي عِمرانَ الفاسي وتفَقّه به، وكان أديبًا شاعرًا عفيفًا خيِّرًا، وفي شيخِه أبي عِمرانَ أكثرُ شعرِه، ورَحَلَ حاجًّا فأدَّى الفريضة.


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٠٠٩).
(٢) خلف أباه مجاهدًا العامري في حكم دانية والجزائر وبقي فيها نحو ثلاثين عامًا إلى أن استولى بنو هود على دانية عام ٤٦٨ هـ وقد قال فيه عبد الواحد المراكشي: "لا أعلم في المتغلبين على جهات الأندلس أصون منه نفسًا، ولا أطهر عرضًا ولا أنقى ساحة كان لا يشرب الخمر ولا يقرب من يشربها وكان مؤثرًا للعلوم الشرعية مكرمًا لأهلها" (المعجب ١٢٧).
(٣) ترجمه ابن الأبار في التكملة (١٩٩٥)، وابن فضل الله في مسالك الأبصار ١١/ الورقة ٣٥٩، والصفدي في الوافي ١٧/ ١٦٥، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٦٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>