للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا إنّما الدُّنيا بحارٌ تلاطَمَتْ ... فما أكثرَ الغرقى على الجَنَبَاتِ

وأكثرُما لاقَيْتُ يُغْرِقُ إلْفَهُ ... وقلَّ فتًى يُنْجي منَ الغَمَراتِ

توفِّي سنةَ ثلاث وست مئة (١).

١٢٩ - عبدُ المُنعِم (٢) بن محمد بن عبد الرّحيم بن محمد بن فَرَج بن خَلَف بن سَعيد بن هِشَام الخَزْرَجيُّ، غَزناطيٌّ، أبو محمد، ابنُ الفَرَس.

تَلا بحَرف (٣) نافع على جَدِّه، وبالسَّبع على أبي الحَسَن بن هُذَيل وقرَأَ عليهما، وسَمِع غيرَ ذلك، وبحرف نافع على أبي بكر بن الخَلُوف. ورَوى قراءةً وسماعًا على أبوَيْ عبد الله: أبيه -وتفَقَّه به في الحديث وأصُولِ الفقه وعلم الكلام- وابن سَعادةَ، وأبي عامر بن شرُويَةَ، وأبي محمد بن أيّوبَ الشاطِبيّ، وأبوَي الوليد: ابن بَقْوةَ وابن الدَّبّاغ، وأكثرً عنه، وناوَلَه أبو الحَسَن ابنُ النِّعمة "تفسيرَه"، وأبو عامر السّالِميُّ بعضَ مصنَّفاتِه وغيرَها، وأبو محمد عاشِرٌ أجزاءً من شَرحِه "المُدوَّنة"، وكلُّهم أجاز لهُ مطلقًا، إلّا جَدَّه وأباه وابنَ الخَلُوف والسّالميَّ وابنَ شرُوَيةَ فإنّهم أجازوا لهُ ما روَوْه، وزاد السّالميُّ ما ألَّف. ورَوى قراءةً وسَماعًا أيضا عن أبي بكر بن الحُسَين بن بِشْر [١٥ ظ]، وأبي الحَسَن بن محمد بن زِيادةِ الله


(١) ذكر ابن النجار الصفدي أنه توفي في ذي القعدة سنة ٦٠٢ هـ، وذكر القوصي في معجمه على ما نقل منه أنه توفي في ذي الحجة سنة ٦٠٣ هـ, وإنما نقل المؤلف من ابن الأبار، ولكن ابن الأبار لم يجزم بوفاته سنة ٦٠٣، وإنما قال: أو نحوها، فالقول قول ابن النجار ومن تابعه، والله أعلم.
وقال ابن الدبيثي: سألت عبد المنعم الغساني عن مولده فقال: ولدت يوم الثلاثاء سابع محرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة بقرية يقال لها: جليانة، من قرى غرناطة بالأندلس.
(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١/الترجمة ٦٢٨، وابن الأبار في التكملة (٢٥٤٩)، وفي تحفة القادم (٨١)، وابن سعيد في رايات المبرزين (٨٥)، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٥، والذهبي في المستملح (٦١٨)، وتاريخ الإسلام ١٢/ ١١١٥، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٦٤، وابن الخطيب في الإحاطة ٣/ ٥٤١، وابن تغري بردي في النجوم ٦/ ١٨٠، والسيوطي في بغية الوعاة ٢/ ١١٦، والمراكشي في الإعلام ٨/ ٣٨٢، وغيرهم.
(٣) في م ط: "حرف".

<<  <  ج: ص:  >  >>