للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا يقرَع أَنفه، وقالَ ذو الرُّمَّة:

وَأَنْ لَمْ يَزَل يَسْتَسْمِعُ العامَ قَبْلَهُ ... نَدَا صوتِ مَقْروعٍ عن العَذْفِ عاذِبِ

والبعير القريع المذموم بهذا الوصف؛ يقال له المُسَدَّم. وقول النَّاس: رجل نادم سادم من هذا أُخِذ، يراد به قد مُنع من التّصرف، وفاته الرأْي وضاقت عليه الحيلة. ويقال: السادم هو المتغيّر العقل أَو كالمتغير العقل، من قولهم: مياه سُدُم، إِذا كانت متغيرة؛ قال ذو الرُّمَّة:

إِذا ما المِياهُ السُّدْمُ آضت كأَنَّها ... من الأَجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبيبُ

وقالَ الوليد بن عُقْبة:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى ... تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ وما تَريمُ

١١٠ - وقالَ بعض أَهل اللُّغة: تصدَّق حرف من الأَضداد؛ يقال: قد تصدّق الرَّجُل إِذا أَعطى، وهو المعروف المشهور عند أَكثر العرب، وقد تصدَّق إِذا سأَل؛ وهو القليل في كلامهم، قال بعض الشعراء:

لا أُلْفِيَنَّكَ ثاوِياً في غُرْبةٍ ... إنَّ الغريبَ بكلِّ سهمٍ يُرْشَقُ

والنَّاس في طلبِ المعاشِ وإنما ... بالجَدِّ يُرْزَق منهمُ مَنْ يُرْزَقُ

<<  <   >  >>