للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْقِيَامَةِ مِنْ شِدَّةِ وَطْءِ قِيَامِ اللَّيْل وَمُكَابَدَتِهِ خَيْرٌ مَّنْ رَاحَةِ النَّوْمِ، الَّذِى هُوَ أخُو الْمَوْتِ.

وَقِيلَ: الْمَعْنَى: الْخيْرُ فِي الصَّلَاةِ لَا في النَّوْمِ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٩٦) وَمَعْلُوْمٌ أنَّ الْهُدَى مَعَ النَّبِىِّ وَمَنْ مَعَهُ.

قَوْلِهِ (٩٧): "أُمِرَ بِلَالٌ أن يَشْفَعَ الأذَانَ وَيُوْتِرَ الإقَامَةَ، الشَّفْعُ: الزَّوْج، وَالْوَتْرُ: الْفَرْدُ (٩٨) يُقَالُ (٩٩): الْوَتْرُ كُل عَدَدٍ فَرْدٍ (٩٩) لَا يَنقَسِمُ جُبُورًا، كَالْوَاحِدِ، وَالْثَّلاثَةِ، وَالْخَمْسَةِ. وَالزَّوْجُ: كُلُّ عَدَدٍ يَنْقَسِمُ جُبُورًا مُتَسَاوِيَيْنِ، كَالاثْنَيْنِ وَالأرْبَعَةِ (١٠٠)، وَالْعَشْرَةِ وَالْمِائَةِ وَشِبْههَا.

يُقَالُ: شَفَعْتُ الشَّىءَ: إِذَا ضْمَمْتَ إلَيْهِ مِثْلَهُ (١٠١)، وَأوْتَرتُهُ: إِذَا أفْرَدْتُهُ، وَصَلَاةُ الوِتْرِ: وَاحِدَةٌ فَرْدَةٌ.

قَوْلُهُ (١٠٢): "حَقٌّ وَسُنَّةٌ، أَيْ: وَاجِبٌ، يُقَالُ: حَقَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ: إِذَا وَجَبَ (١٠٣)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (١٠٤): {اسْتَحَقَّا إِثْمًا} (١٠٥): أَيْ: اسْتوْجَبَاهُ. وَقَوْلُهُ: {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} (١٠٦): أَيْ: وَجَبَ. وَمَعْنَاهُ: الثُّبْوتُ وَالتَّأكِيدُ، كَقَوْلِهِ عَلَيهِ السَّلَامُ: "غُسْلُ الْجُمْعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" (١٠٧) أَيْ: ثَابِتٌ مُتَأَكِّدٌ كَتَأكُّدِ (١٠٨) السُّنَنِ، وَلَمْ يُرِدْ وُجُوبَ الْفَرْضِ.

قَوْلُهُ: "جِذْمِ حَائِطٍ" (١٠٩) الْجِذْمُ بِالْكَسْرِ: أَصْلُ الشَّىءِ، وَالْقِطْعةُ مِنْهُ، مَأْخُوذٌ (١١٠) مِنْ الْجَذْمِ، وَهُوَ: الْقَطعُ، يُقَالُ: جَذَمْتُ الْحَبْلَ فَانْجَذَمَ، أَيْ قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ (١١١).

قَالَ الأعْشَى (١١٢):

. . . . . . . . . . . . ... أمِ الحَبْلُ وَاهٍ بِهَا (١١٣) مُنْجَذِمْ

وَمِنْهُ قِيلَ لِمَقْطُوعِ الْكَفِّ: أجْذَمُ (١١٤).

قَوْلُهُ (١١٥): "الأَبْطَحُ": مَوْضِعٌ كَثِيرُ البِطَاحِ، وَهِىَ (١١٦) دِقَاقُ الْحَصَى، وَهُوَ (١١٧) هَا هُنَا: عَلَمٌ لِمَكَانٍ بِعَيْنِهِ (١١٨).


(٩٦) سورة سبأ آية ٢٤.
(٩٧) في المهذب ١/ ٥٧: روى أنس - رضي الله عنه - قال: أمر بحل أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة والحديث في تحفة الأحوذي على صحيح الترمذي ١/ ٥٧٦ ومعالم السنن ١/ ١٥٤.
(٩٨) غريب أبي عبيد ٢/ ٩٢.
(٩٩) ساقط من ع.
(١٠٠) والأربعة: ساقط من ع.
(١٠١) العين ١/ ٣٠٣ وتهذيب اللغة ١/ ٤٣٦ والمحكم ٢/ ٢٣٢ والصحاح والمصباح (شفع) واللسان (شفع ٢٢٨٩).
(١٠٢) في المهذب ١/ ٥٧: روى وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حق وسنة أن لا يؤذن لكم أحد إِلَّا وهو طاهر"، أنظر تحفة الأحوذي ١/ ٦٠٠.
(١٠٣) كذا في غريب الخطابى ٢/ ٣٠٢ والنهاية ١/ ٤١٣ والمصباح (حقق).
(١٠٤) ساقط من ع.
(١٠٥) سورة المائدة آية ١٠٧.
(١٠٦) سورة الإسراء آية ١٦.
(١٠٧) صحيح البخارى ٢/ ٣ وصحيح مسلم ٣/ ٣ وتحفة الأحوذي ١/ ٦٢٠.
(١٠٨) ع: كتأكيد.
(١٠٩) في المهذب ١/ ٥٧ في الأذان: والمستحب أن يكون على موضع عال؛ لأن الذى رآه عبد الله ابن زيد كان على جذم حائط.
(١١٠) خ: مأخوذة.
(١١١) غريب الخطابى ٢/ ٣٧١، وغريب أبي عبيد ٣/ ٤٨، ٢٤٥ والنهاية ١/ ٢٥١، ٢٥٢.
(١١٢) ديوانه ٨٥ وأنشده الخطابى في غرييه، وصدره:
أتهْجُرُ غَانِيَة أَمْ تُلِمْ ... . . . . . . . . . . . . . .
(١١٣) بها ساقط من ع والمثبت من خ والديوان وغريب الخطابى.
(١١٤) أنظر غريب الخطابى ١/ ٣٠٩ - ٣١٣ والغريبين ١/ ٣٣٥ - ٣٣٧ والنهاية ١/ ٢٥١ - ٢٥٢ وتهذيب اللغة ١١/ ١٦.
(١١٥) ع: الأبطح وفي المهذب ١/ ٥٧: روى أبو جحيفة رأيت بلالا خرج إلى الأبطح فأذن. . . إلخ.
(١١٦) خ: وهو.
(١١٧) خ: هو.
(١١٨) الأبطح يضاف إلى مكّة وإلى منى؛ لأنّ مسافته منهما واحدة وهو المحصب وهو خيف بني كنانة. مراصد الاطلاع ١/ ١٧ وانظر المشترك وضعا والمفترق: صبقعا ٥٩.