للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ: "بِأَنْ يَبْعَجَ جَوْلَهُ" (٧) بَعَجَ جَوْفَهُ بَعْجًا: إِذَا شَقَّهُ، فهُوْ مَبْعُوجٌ.

"وَإِلَّا أعْطِىَ بِرُمَّتِهِ" (٨) الرُّمَّةُ- بالضَّمُّ: الْحَبْلُ الْبَالِى، وَمَعْنَاهُ: يُعْطَى مَرْبُوطًا بِحَبْلِهِ فِى عُنُقِهِ أو يَدِهِ، فيدْفَعُ إِلى أَولِيَاءِ الْمَقْتُولِ فَيَقْتُلُونَهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيِبَةَ (٩): أَصْلُهُ أَنَّ أَعْرَابِيُّا بَاعَ بَعِيرًا، وَفِى عُنُقِهِ حَبْلٌ، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِى: خُذْهُ برُمَّتِهِ، أَنْ: بحَبْلِهِ الَّذِي فِى عُنُقِهِ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ مَنْ أَخَذَ شيئًا بِجُمْلَتِهِ: قَدْ أَخَذَهُ بِرُمَّتِهِ، أَيْ: أَخَذَهُ كُلَّهُ. وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَبْلِ، وَبِهَا سُمِّىَ "ذَا الرُّمَّةِ" الشَّاعِرُ، وَاسْمُهُ: غَيْلَانُ، لِقَوْلِهِ (١٠):

أَشْعَثَ باقِى رُمَّةِ التَّقْليدِ ... . . . . . . . . . . . . .

يَصِف الْوَتِدَ.

قوْلهُ: "وَبِيَدِهِ مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأُسَهُ" (١١) الْمِدْرَى - بِغَيْرِ هَمْزٍ (١٢): شَيْىءٌ كَالْمِسَلَّةِ تَكُونُ مَعَ الْمَاشطَةِ تُصْلِحُ بِهِ شَعَرَ (١٣) النِّسَاءِ، وَرُبَّمَا قِيلَ الْمِدْرَاةُ، قَالَ طَرَفَةُ (١٤):

تَهْلِكُ الْمِدْراةُ فِى أَكْنَافِهِ ... فَإذا مَا أَرسلْتَهُ يَنْعَفِرْ

قَوْلُهُ: بِسِلَاحٍ شَاهِرٍ" (١٥) أَيْ: سَيْفٍ مَسْلُولٍ، وَقَدْ ذُكِرَ (١٦).


(٧) وإن لم يندفع إلا بأن يبعج جوفه: بعج جوفه. والمهذب ٢/ ٢٢٥.
(٨) من حديث على - رضي الله عنه - في رجل وجد رجلا مع امرأته فقتله، فسئل فقال: إن جاء بأربعة شهداء يشهدون على الزنا وإلا أعطى برمته. المهذب ٢/ ٢٢٥.
(٩) في غريب الحديث ٣٧٤/ ٢ وأدب الكاتب ٥١.
(١٠) ديوانه ٣٣٠، ٣٥٨، وانظر الشعر والشعراء ٣٥١. وعجزه: نَعَمْ فَأَنْتَ اليَومَ كَالمَعْمودِ. وفي ع: فِيهِ بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ.
(١١) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد اطلع رجل من جحر في حجرته، فقال: "لو علمت أنك تنظر لطعنت به عينك" المهذب ٢/ ٢٢٥، وانظر الحديث فتح الباري ١٠/ ٣٦٧، ومسند أحمد ٥/ ٣٣٠، والفائق ١/ ٤٢١، وابن الجوزى ١/ ٣٣٥.
(١٢) حروف الممدود والمقصور ٦٩، والمخصص ١٥/ ١٨٨.
(١٣) شعر: ساقط من ع.
(١٤) ديوانه ٤٧، والصحاح (درى).
(١٥) في المهذب ٢/ ٢٢٦: فإن أقام بينة أنه دخل داره مقبلا عليه بسلاح شاهِر: لم يضمن.
(١٦) ١/ ١١٦، ٢/ ٢٦٠.