للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمِنْ بَابِ الْهُدْنَةِ

أَصْلُ الْهُدْنَةِ: السُّكونُ، يُقالُ: هَدَنَ يَهْدِنُ هُدونًا: إِذَا سَكَنَ. وَهَدَنهُ، أَيْ: سَكَّنَهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعدَّى. وَهَادَنْتُهُ: صَالَحْتُهُ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْهُدْنَةُ.

وَالْمُوَادَعَةُ (١): الْمُهادَنَةُ، وَمَعْناها: الْمُتارَكَةُ، وَالْوَداعُ: مُفَارَقَة وَمُتارَكَة، يُقالُ: دَعْهُ، أَيْ: اتركْهُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَاض، وَلَا مَصْدَر، وَلَا اسْمُ فَاعِلٍ، وَلَا اسْمُ مَفْعُولٍ (٢).

قَوْلُهُ: "لا يَجُوزُ عَقْدُ الْهُدْنَةِ لِإقليم أَوْ صُقْعٍ" (٣) الِإقْليمُ: وَاحِدُ أَقالِيمِ الْأَرْضِ السَّبْعَةِ (٤). وَالصُّقْعُ: النَّاحِيَةُ، يُقالُ: فُلانٌ من أَهْلِ هذا الصُّقْعِ، أَي: مِن أَهْلِ هَذِهِ النّاحِيَةِ.

قَوْلُهُ: "فَإِن كانَ الإِمَامُ مُسْتَظْهِرًا" (٥) أَيْ: غالِبًا، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (٦).


(١) في المهذب ٢/ ٢٦٠: وإن هادن على أن له أن ينقض إذا شاء جاز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وادع يهود خيبر وقال: أقركم ما أقركم الله.
(٢) قال الجوهرى: وربما جاء في ضرورة الشعر، وأنشد في الماضي قول أبي الأسود الدؤلى:
لَيتَ شِعْرِى عَنْ خَلِيلِي مَا الَّذِى ... غَالَهُ فِى الحُبِّ حَتَّى وَدَعَة
وأنشد لخُفاف بن ندبة على المفعول:
إِذَا مَا اسْتَحَمَّتْ أَرْضُهُ مِنْ سَمَائِهِ ... جَرَى وَهُوَ مَوْدُوعٌ وَوَاعِدُ مَصْدَقِ
الصحاح (وعد) وورد المصدر في الحديث ليَنْتَهِيَنَّ أَقومٌ عَنْ وَدعِهِم الجُمُعات أَو لَيُخْتَمَنَّ على قلوبهم. وانظر اللسان (ودع ٨/ ٣٨٤)، والنهاية ٥/ ١٦٥، ١٦٦، والفائق ٥/ ٥١.
(٣) المهذب ٢/ ٢٥٩.
(٤) كذا في الصحاح (قلم) وانظر مبحث مفصل عن الأقاليم في مقدمة معجم البلدان ١/ ٢٥ - ٣٢ وقال الفيوميّ: وأما في العرف فالإقليم: ما يختص باسم ويتميز به عن غيره، فمصر إقليم، والشام إقليم واليمن إقليم. المصباح قلم.
(٥) المهذب ٢/ ٢٥٩.
(٦) سورة الصف آية ١٤.