للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: "انْهَمَكوا فِى الْخَمْرِ وَتَحاقَروا الْعُقوبَةَ" (٢٦) أَيْ: لَجُّوا فيها، يُقالُ: انْهَمَكَ الرَّجُلُ فِى الأَمْرِ، أَيْ: جَدَّ وَلجَّ، وَكَذَلكَ: تَهَمَّكَ.

"وَتحاقَروا الْعُقوبَةَ" أَيْ: رَأَوْهَا حَقيرَةً صَغيرةً، وَحَقَرَهُ وَاسْتَحْقَرَهُ (٢٧): اسْتَصْغَرَهُ، وَالْحَقيرُ: الصَّغيرُ.

قَوْلُهُ: "إِذا سَكِرَ هَذَى" (٢٨) أَيُّ: تكَلَّمَ بِالْهَذَيانِ، وَهُوَ: ما لَا حَقيقَةَ لَهُ منَ الكَلامِ، يُقالُ: هَذَى يَهْذِى وَيَهْذُو.

قَوْلهُ: "افْتَرَى" أَيْ: كَذَبَ، وَالفِرْيَةُ: الْكِذِبُ، وَالْمُفْتَرى: الكاذِبُ، وَأَصْلُهُ: الخَلْقُ، فَرَى الْأَديم: خَلَقَهُ (٢٩)، قالَ اللهُ تعالَى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} (٣٠) أَيْ: تتَقَوَّلونَ وَتَفتَرونَ كَذِبًا (٣١).

قَوْلُهُ: "أَخْزَاكَ الله" (٣٢) أَيْ: أَذَلَّكَ وَأَهانَكَ، يُقالُ: خَزِىَ يَخزَى خِزيًا، أَيْ: ذَلَ وَهانَ، وَالخِزْىُ فِى الْقُرآنِ: بِمَعنَى الذُّلِّ فِى قَوْلِهِ تعالَى: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (٣٣) وَبِمَعْنَى الْهَلاكِ فِى قَوْلِهِ تَعالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} (٣٤) أَىْ: نَهْلِكَ.


(٢٦) في رسالة خالد بن الوليد لعمر رضي الله عنهما. المهذب ٢/ ٢٨٧.
(٢٧) حَقَرَهُ واحْتَقَرَه واسْتَحْقَرَه: استصغره. الصحاح (حقر).
(٢٨) في قول على - رضي الله عنه -: "إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون" المهذب ٢/ ٢٨٧.
(٢٩) عن الكسائي: أَفْرَيْتُ الأديم: قطعته على جهة الإفساد، وفريته: قطعته على جهة الإصلاح. الصحاح (فرى).
(٣٠) سورة العنكبوت آية ١٧.
(٣١) مجاز القرآن ٢/ ١١٤، وقال الزجاج: وقيل: تعملون الأصنام ويكون التأويل: إنما تعبدون من دون الله أوثانا وأنتم تصنعونها، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٦٥.
(٣٢) روى أبو هريرة: أتى - صلى الله عليه وسلم - برجل قد شرب الخمر فقال: اضربوه. . . فلما انصرف المضروب قال بعض الناس: أخزاك الله. . . إلخ الحديث المهذب ٢/ ٢٨٧.
(٣٣) سورة البقرة آية ١١٤، وسورة المائدة آية ٤١ وانظر معاني الفراء ١/ ٧٤، ومعاني الزجاج ١/ ١٩٧.
(٣٤) سورة طه آية ١٣٤.