للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: "فَأَنتنَ عَلَيْهِ" أَيْ: صَارَ جيفَةً. وَالنَّتْنُ بإسْكَانِ التَّاءِ: كَرَاهَةُ الَّرائِحَةِ (٧٥). قَالَ فِي الْفَائِقِ (٧٦): يَقُولُ أَهْلُ الْخِبْرَةِ: الفِضَّةُ تَصْدَأُ وَتُنْتِنُ وَتَبْلَى فِي الْحَمْأة (٧٧)، وَأمَّا الذَّهَبُ فَلَا يُبْلِيهِ الثَّرَى وَلَا يُصْدِئُهُ النَّدَى وَلَا تَنْقُصُهُ الْأرْضُ وَلَا تَأكُلُهُ النَّارُ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (٧٨) أنَّهُ كَتَبَ فِي اليَدِ إِذَا قُطِعَتْ إن تُحْسَمَ (٧٩) بِالْذَّهَبِ فَإنَّهُ لَا يَقِيحُ.

قَوْلُهُ: "قَلِيلًا لِلْحَاجَةِ" (٨٠) أَيْ: قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الشَّعْبُ لَا عَدَمَ (٨١) مَا يُضَبَّبُ بِهِ، قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ (٨٢).

قَوْلُهُ: "مَكَانَ الشَّفَةِ" (٨٣) ذَكَرَ الْقَلْعِيُّ (٨٤) أنَّهُ "مَكَانَ الشَّعْبِ" وَهُوَ الشَّقُّ. وَ"الشَّفَةُ" خَطَأ (٨٥) وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا "الشَّفَة" وَلَيْسَ بِخَطَأٍ، إِنَّمَا أرَادَ الْمَوْضِعَ الَّذِى يَضَعُ عَلَيْهِ شَفَتَهُ (٨٦) حِينَ يَشْرَبُ، وَهُوَ حَرْفُ الِإنَاءِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ الشَّيْخِ (٨٧): وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ: يَحْرُمُ فِي مَوْضِعِ الشُّرْبِ؛ لِأنَّهُ يَقَعُ بِهِ الاسْتِعْمَالُ، وَهَذا وَاضِح جَلِيٌّ. وإنَّمَا وَقَعَ الْوَهْمُ فِي الْخَطإِ فِي "الشَّعْبِ" (٨٨) حَينَ قَالَ: "انْكَسَرَ (٨٩) قَدَحُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ" وَالْكَسْرُ يَقْتَضِى الشَّعْبَ فِي الْمَعْنَى. وَالشَّعْبُ (٩٠): الصَّدْعُ وَالْكَسْرُ وَهُوَ الِإصْلَاحُ أَيْضًا، وَهُوَ (٩١) مِنَ الْأضْدَادِ (٩٢)، يُقَالُ: شَعَبَهُ: إِذَا جَمَعَهُ وَأَصلَحَهُ (٩٣)، وَتَشَعَّبَ (٩٤) الْأمْرُ: إذَا تَفَرَّقَ وَتَشَتَّتَ. وَوُجِدَ فِي نُسْخَةٍ (٩٥) بَغْدَادِيَّةٍ مَضْبُوطًا "الشَّقَّة" بِالْقَافِ (٩٦)، وَلَمْ أَدْرِ مَا صِحْتُهُ (٩٧).

قَوْلُهُ (٩٨): "كَانَ نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَةٍ وَقَبِيعَةُ سَيْفِهِ مِنْ فِضَّةٍ" نَعْلُهُ: مَا يُصِيبُ الْأرْضَ منْهُ، وَهِيَ حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي أسْفَلِ الغِمْدِ (٩٩). وَالقَبِيعَةُ تَكُون (١٠٠) فِي أَعْلَى الْسَّيفِ كَالْجَوْزَةِ، تَكونُ مِنْ حَدِيدٍ أو فِضةٍ أوْ ذَهْبٍ، قَالَهُ الليْثُ. وَقَالَ شَمِرٌ (١٠١): مَا تَحْتَ الشَّارِبَيْنِ مِمَّا يَكُونُ فَوْقَ الغِمْدِ فَيَجِىءُ مَع قَائِمِ السَّيْفِ (١٠٢) "وَالشَّارِبَانِ: أَنْفَان طَوِيلَانِ تُعَلقُ فِيهِمَا الْحَمَائِلُ" (١٠٣) وَالْحَلَقُ: جَمْعُ حَلْقَةٍ، وَهِىَ الَّتِى تَشُدُّ الْحَمَائِلَ (١٠٤).


(٧٥) بدل هذا: في ع: واتخاذ الأنف من الفضة، لأنها لا تنتن، ففعل هذا كراهية الرائحة، لكن قال في الفائق. . . إلخ.
(٧٦) ٣/ ٢٧٥.
(٧٧) ع: الثرى: والحمأة: الطين الأسود.
(٧٨) في الفائق: رحمه الله تعالى.
(٧٩) أى يقطع سيلان الدم من عروقها بذوب الذهب.
(٨٠) في المهذب ١/ ١٢: وأما المضبب بالفضة إن كان قليلًا للحاجة لم يكره.
(٨١) ع: لعدم. والمراد بالحاجة: إصلاح الإناء أصالة لا عدم غير النقدين مما يضبب به انظر قليوبي وعميرة ١/ ٢٨.
(٨٢) أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستى الخطابى الشافعى توفى ٣٨٦ أو ٣٨٨ ترجمته في بغية الوعاة ١/ ٥٤٦ وإنباه الرواة ١/ ١٢٥ واللباب ١/ ٤٥٢ ومعجم الأدباء ١٠/ ٢٦٨ وطبقات السبكى ٣/ ٢٨٢.
(٨٣) في المهذب ١/ ١٢ أن قدح النبى صلَّى الله عَلَيْهِ وسلم انكسر فاتخذه مكان الشفة سلسلة من فضة.
(٨٤) أبو عبد الله محمد بن على بن أبي على القلعى اليمنى الشافعي توفى سنة ٦٣٠ هـ وله كتاب اللفظ المستغرب في شرح غريب المهذب، بتحقيقنا.
(٨٥) عبارة القلعى ص ٥: "فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة، الشعب: الصدع والكسر. وفي عامة النسخ "مكان الشفة" وهو خطأ. وكذا خطأه النووى في المجموع شرح المهذب ١/ ٢٥٧، والحديث في مشكل الآثار ٢/ ١٧٣: "الشعب" وكذا في النهاية ٢/ ٤٧٧.
(٨٦) ع: بغية.
(٨٧) في المهذب ١/ ١٢.
(٨٨) ع "الشعفة" تحريف.
(٨٩) ع: كسر.
(٩٠) والشعب: ساقط من ع وترتب عليه قوله: الصدع الكسر. وهو تحريف.
(٩١) وهو: ساقط من ع.
(٩٢) العين ١/ ٣٠٦ وثلاثة كتب في الأضداد ٢، ١٥٠، ٢٧٧، ٥٢٣ وغريب أبي عبيد ٤/ ٢١٣ وغريب الخطابى ٢/ ٢٨٩.
(٩٣) ع: يقال: شعبه: إذا جمعه بعد تفرق.
(٩٤) ع: وشعب الأمر.
(٩٥) من نسخ المهذب.
(٩٦) بالقاف ساقطة من ع.
(٩٧) ع: وهى تفيدك قدر ما صححته. تحريف.
(٩٨) في المهذب ١/ ١٢. والحديث في صحيح الترمذي ٧/ ١٨٥ وغريب الخطابي ١/ ٦٨٧ والفائق ٣/ ١٥٣ والنهاية ٤/ ٧.
(٩٩) ع: في أسفل جراب السيف.
(١٠٠) ع: ما يكون.
(١٠١) قاله الليث وقال شمر: ليس في ع.
(١٠٢) العين ١/ ٢٠٨ وتهذيب اللغة ١/ ٢٨٣ ومبادىء اللغة ٩٥.
(١٠٣) ما بين القوسين من ع.
(١٠٤) من والحلق إلى الحمائل ساقط من ع.