للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ: {إِلَى الْمَرَافِقِ} أَمَرَهُ بِالْغُسْلِ مِنْ حَدِّ الْمِرْفَقِ الَى أطْرَافِ الأصَابِع. كأنَّهُ (٤٦) لَمَّا ذَكَرَ اليَدَ كُلَّهَا أَرَادَ أنْ يَحُدَّ مَا يُغْسَلُ مِنْ غَيْرِهِ (٤٧)، فَجَعَلَ حَدَّ الْمَغْسُولِ: الْمَرَافِقِ، وَمَا زَادَ غَيْرُ دَاخِلٍ فِي حَدَّ الْمَرَافْقِ فَالْمَرَافِقُ مُنْقَطِعَةٌ عَمَّا لَا يُغْسَلُ، دَاخِلَةٌ فِيمَا يُغْسَلُ (٤٨).

والْمِرْفَقُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ العَضُدِ وَالسَّاعِدِ (٤٩)، يُقَالُ فِيهِ: مَرفِقٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَمِرْفَقٌ بِكَسْرِ المِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ: لُغَتَانِ جِيِّدَتَانِ (٥٠) وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِى يَرْتَفِقُ عَلَيْهِ المُتَكِىءُ إِذَا أُلْقَمَ رَاحَتَه رَأَسَهُ وَثَنَى رَاحَتَهُ، اتَّكَأ عَلَيْهِ (٥١).

قَوْلُهُ (٥٢): "كَشَطَ جِلْدَهُ" أَيْ نَزَعَهُ، يُقَالُ: كَشَطْتُ الْبَعِيرَ كَشْطًا: نَزَعْتُ جِلْدَهُ، وَلَا يُقَالُ: سَلَخْتُ (٥٣).

قَوْلُهُ: "مُتَجَافِيًا" (٥٤) أيْ مُرْتَفِعًا غَيْرَ لَاصِقٍ.

قَوْلُهُ: "وَالنَّزَعَتَانِ مِنْهُ لِأنَّهُ فِي سَمْتِ النَّاصِيَةِ" (٥٥) النَّزَعَتَان بِالتَّحْرِيكِ: هُمَا جَانِبَا الْجَبْهَةِ (٥٦)، وَفِى سَمْتِ النَّاصِيَةِ، أيْ: بِحِذَائِهَا، لِأَنَّ النَّاصِيَةَ: الشَّعَرُ الَّذِى فِي أعْلَى الْجَبْهَةِ. وَالصُّدْغَانِ: هُمَا الشَّعَرُ الَّذِى يَتَجَاوَزُ مَوْضِعَ الأذُنِ، الْمُتَّصِلُ بِشَعَرِ الرَّأْس (٥٧) يُقَالُ: صُدْغٌ ودسُدْغٌ بِالسَّينِ وَالصَّادِ وَالتَثْقِيلِ وَالتخْفِيفِ (٥٨). وَالعِذَارَانِ: الشَّعَرُ الْخفِيفُ الْمُقَابِلُ لِلأذُنِ. وَالْعَارِضَانِ: الشَّعَرُ الْكَثِيفُ تَحْتَ الْعِذَارَيْنِ أسْفَلَ مِنَ الأذُنِ (٥٩) وَقَالَ فِي الْوَسِيطِ (٦٠): العِذَارُ: هُوَ مَا بَيْنَ بَيَاض الأُذُنِ وَبَيَاض الْوَجْهِ.

قَوْلُهُ: "مُقَدَّمُ رَأسِهِ" (٦١) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (٦٢): مُؤْخِرُ الْعَيْنِ مِثَالُ مُؤْمِنٍ (٦٣): الَّذِى يَلِى الصُّدْغَ، وَمُقَدَّمها: الَّذِى يَلِى الأنْفَ؛ وَمُؤَخر الشَّىْءِ- بِالتَّشْدِيدِ: نَقِيضُ (٦٤) مُقَدَّمِهِ، يُقَالُ: ضَرَبْتُ مُقَدَّمَ رَأسِهِ وَمُؤَخَّرَةُ. فَفَرَّقَ بَيْنَ الْعَيْن وَالرَّأسِ.


(٤٦) ع: فكأنه.
(٤٧) ع: من يده.
(٤٨) عبارة الزجاج: وقد قال بعض أهل اللغة: معناه: مع المرافق. واليد: المرفق دخل فيها، فلو كان: اغسلو أيديكم مع المرفق لم تكن في المرافق فائدة وكانت اليد كلها يجب أن تغسل، ولكنه لما قيل إلى المرافق اقتطعت في الغسل من حد المرفق. والمرفق في اللغة: ما جاوز الإبرة وهو المكان الذى يرتفق به أى: يُتَّكَأُ عَليه على المرفقة وغيرها فالمرافق حد ما ينتهى إليه في الغسل منها، وليس يحتاج إلى تأويل مع.
(٤٩) خلق الإنسان للأصمعي ٢٠٥ وشرح كفاية المتحفظ ١٩٩ والفرق لابن فارس ٦١.
(٥٠) اقتصر الأصمعى على كسر الميم وفتح الراء. خلق الإنسان ٢٠٥ وكذا ابن السكيت في إصلاح المنطق ١٧٥ وابن قتيبة في أدب الكاتب ٣٩١ وقال الفراء: وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان، والعرب أيضًا تفتح الميم من مرفق الإنسان لغتان فيهما معاني القرآن ٢/ ١٣٦. واختار يونس الكسر في يد الإنسان وحمل ابن دريد الفتح على لغة الكوفين، قال: وهى قليلة. انظر جمهرة اللغة ٢/ ٣٩٨ والاقتضاب ٢٠٤/ ٢ وديوان الأدب ١/ ٢٨٩، ٢٩٩ واللسان (رفق ١٦٩٥) والمصباح (رفق).
(٥١) إذا فعل ذلك: كان هو الموضع المتكأ عليه من اليد.
(٥٢) في المهذب ١/ ١٧: لو مسح شعر رأسه ثم حلقه لم يلزمه مسح ما ظهر؛ لأن ذلك ليس ببدل عما تحته كما لو غسل يده ثم كشط جلده.
(٥٣) عن الصحاح (كشط) وبعده: لأن العرب لا تقول في البعير إلا كشطته أو جلدته وانظر العين ٥/ ٢٨٩ والمحكم ٦/ ٤٢١.
(٥٤) في المهذب ١/ ١٧: فإن كان متجافيا عن ذراعه لزمه غسل ما تحته.
(٥٥) في المهذب ١/ ١٧: والرأس ما اشتمل عليه منابت الشعر المعتاد، والنزعتان منه لأنه. . . إلخ.
(٥٦) ع: الوجه. والمثبت من خ والصحاح (نزع) ومبادىء اللغة ١١٨ والفرق لابن فارس ٥٢.
(٥٧) خلق الإنسان للأصمعى ١٦٩ وشرح كفاية المتحفظ ١٨٩ ونظام الغريب في اللغة ٢٥ وخلق الإنسان لثابت ٧٦، ٧٩.
(٥٨) القلب والإبدال ٤٢ وشرح كفاية المتحفظ ١٨٩ واللسان (صدغ ٢٤١٦).
(٥٩) خلق الإنسان للأصمعى ١٧٧ ولثابت ١٧٩، ١٩٨.
(٦٠) .....................
(٦١) خ: مقدم الرأس ومؤخره" وفي المهذب ١/ ١٧: يستقبل الشعر الذى على مقدم رأسه، فيقع المسح على باطن الشعر دون ظاهره ولا يستقبل الشعر من مؤخر رأسه فيقع المسح على ظاهر الشعر.
(٦٢) في الصحاح (أخر).
(٦٣) ع: مؤجر: والمثبت من خ والصحاح.
(٦٤) ع: يقتضى: تحريف.