للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ومنه حديث أبي تَمِيمَة (١)، رضي الله عنه،: "اللَّهُ الذي إذا أَسْنَتَّ (٢) أَنبتَ لك".

: أي أَصابَك القَحْط فهو مُسنِت.

- ومنه حَديثُ أُمِّ مَعْبد: "فإذا القَوم مُرْمِلُون مُسْنِتُون (٢) ".

: أي داخلون في المَجاعَة والجَدْب، وأَسنَتَت الأَرضُ: إذا لم يُصِبْها المَطرُ، فلم تُنبِت شَيئاً.

- قوله تبارك وتعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (٣).

قال المُفضَّل الضَّبِّىُّ: السِّنَة في الرأس، والنَّومُ في القَلْب، ويشهد لذلك قَولُه عليه الصَّلاة والسلام: "تَنامُ عَيناىَ ولا يَنامُ قَلبِى".


(١) جـ: "أبى أمية"، وفي ب: "أبى أميمة" والمثبت عن أ، ن وأبو تميمة، بزيادة هاء، الهُجَيْمى - بجيم مصغرا -: اسمه طريف بن مجاهد، مات سنة ٩٧ هـ (التقريب ١/ ٣٧٨.).
(٢) ن: أي إذا أجدبت أخصبك، وفي اللسان (سنت): أسنتوا فهم مسنتوت: أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا، وهي عند سيبوية على بدل التاء من الياء، ولا نظير له إلّا قولهم: ثنتان، حكى ذلك أبو على. وفي الصحاح: أصله من السَّنَة، قلبوا الواو تاء، ليفرقوا بين قولهم: أسنى القومُ: إذا أقاموا سنة في موضع.
وقال الفراء: توهموا أن الهاء أصلية، إذ وجدوها ثالثة، فقبلوها تاء، تقول منه: أصابهم السنة. وذكر ابن الأثير هذين الحديثين في مادة "سنت" وعقب بقوله: وليس بَابَه، وسَيجىء فيما بعد. وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٣) سورة البقرة: ٢٥٥، الآية: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}