للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الشين مع العين]

(شعب) - قول الله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} (١).

قيل: يعني دُخَاناً يرتَفِع من جَهَنّم، فيَصِيرُ فَوقهم، فيتَشَعَّب ثَلاثَ شُعَب فيكون تَحْتَه.

وهكذا الدُّخان إذا ارتَفَع تَفرَّق؛ أي يكون ظِلَّهم، كما قال الله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} (٢)؛ لأنه قد تَفرَّق، فانْفَرج بَيْن كلّ شُعْبة، ولأنه دُخانٌ لا يُظِلُّ مَنْ تَحتَه. وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} (٣). والشُّعوب: جَمْع شَعْب بالفتح.

قال الزُّبَيْر: العَربُ على سِتِّ طَبَقات: شَعْب، وقَبِيلٌ وعِمارَة، وبَطْن، وفَخِذٌ، وفَصِيلَةٌ.

فمُضَر: شَعْب، وكِنانَةُ: قَبِيلَةٌ، وقُرَيْش: عِمارَةٌ، وقُصَىٌّ: بَطْن، وهَاشِمٌ: فَخِذٌ، والعَبَّاس: فَصِيلة.

(شعث) (٤ - في الحديث: (٤) "أَنَّ أَبَا سُفْيان شَعَّث مِنِّي".

: أي غضَّ وتنَقَّص؛ أي كان غَرضُه مَوفوراً، فكأنه ذَهَب بِبَعْضِه بقَدْحِه فيه، وشَعَّث منه ٤)


(١) سورة المرسلات: ٣٠
(٢) سورة المرسلات: ٣١
(٣) سورة الحجرات: ١٣، والآية: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
(٤) ن: فيه: "لمَّا بلغه هِجاءُ الأعْشىَ عَلْقَمَةَ بن عُلاثَه العامرىِّ نهى أصحابه أَن يَرْوُوا هِجاءَه وقال: إنّ أبا سُفيان شَعَّثَ مِنِّى عند قَيْصرَ، فردّ عليه عَلْقَمَةُ وكذَّبَ أبَا سفيان" - ولم يرد في ب وجـ.