للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الصاد مع القاف]

(صقع) - في الحديث: "ومن زَنَى مِمْ بكرِ، فاصقَعُوه مِائةً"

: أي اضْرِبوه. وأصل الصَّقْع: الضَّربُ على الرأس.

وقيل: الضَّرب بِبَطْن الكَفِّ. وصَقَعه بالعَصَا، وصَقَع به الأَرضَ

والصَّوقَعَة: وسط الرأس، ووَقْبَة الثَّرِيد. وصَوْقَعَه: ضَرَب رأسَه.

وقوله: "مِمْ بِكرِ" لغة لِأهلِ اليمن، يُبدلِون من حَرْفَى التَّعريِف مِيمًا كقَول أبي هُرَيْرة - رضي الله عنه -: "طَابَ امْ ضَرْبُ": أي طاب الضَّرْب. وأنشد:

ذَاكَ خَلِيلى وذُو يُعاتِبُنى

يَرمِى وَرَائِىَ بامْسَهْمِ وامْسَلِمه (١)

يريد بالسَّهم والسَّلِمة، فعلى هذا الراء من البِكر بكَسْرةٍ واحدة، لأن أصلَه من البِكْر، فلما أبدلُوا المِيمَ من اللاَّم بَقِيت الحركَةُ بحالِها كقولهم: "بَلْحَارث" في بنى الحارث إلا أن يكون أبدلَ النُّون مِيمًا، فكان من بكر، فعَلَى هذا الرَّاء بكَسْرتَينْ.

* * *


(١) البيت في مغنى اللبيب ١/ ٤٧، وشواهد المغنى ١/ ١٥٩، والصحاح (سلم) واللسان (ذو) ٢٠/ ٣٤٧ - وجاء في اللسان أيضا (سلم): قال ابن برى: هو لبُجَيْر بن عَنَمةَ الطَّائِى، قال، وصوابه:
وإنّ مَولاىَ ذو يُعاتِبنى ... لا إحْنَةٌ عنده ولا جَرِمهْ
ينصُرنى منك غير مُعْتَذِرٍ ... يَرمِى وَرَائِىَ بامْسَهْمِ وَامسَلِمَهْ