للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(صلل) - في الحديث: "أتحبُّون أن تكونوا كالحَمِير الصَّالَّة"

قال أبو أحمد العسكري: هو بالصَّادِ غَيرَ مُعْجَمةٍ، فرَوَوْه بالضَّاد المُعْجَمةِ وهو خَطأٌ. ويقال للحِمارِ الوحشىِّ الحَادِّ الصَّوْتِ: صَلْصَلٌ (١) ومُصَلْصِلٌ كأنه يُريدُ الصَّحِيحةَ الأَجْسادِ الشَّديِدةَ الأَصْوات من صحَّتِها ونَشاطِها وهو من الأَوَّل أَيضاً.

(صلم) - في حديث الفِتَن: ويُصْطَلَمُون في الثَّالِثة" (٢).

الاصْطِلام: الافْتِعال من الصَّلْم، وهو القَطْع المُسْتأصِل. والطاء فيه أَصلُه التاء، صارت طاءً لمجاورة الصَّاد.

(صلا) - قولُه تَبارك وتَعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} (٣).

قال الحَلِيمِىُّ (٤): الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء،


(١) ب، جـ: "صَلْصَالٌ ومُصَلْصِل" - وفي ن: صالٌّ وصَلْصَالٌ.
(٢) في سنن أبى داود: كتاب الملاحم ٤/ ١١٣ حدثنا عبد الله بن بُرَيْدة، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - في حديث: "يُقاتِلكم قَومٌ صِغارُ الأعْينُ" يعنى التُّركَ، قال: "تسوقونهم ثلاث مِرَار حتى تُلحِقُوهم بجَزيرة العرب، فأما في السِّياقَة الأولى فينجو مَنْ هرب منهم، وأما في الثَّانية فينجو بَعضٌ ويَهْلِك بعضٌ، وأما في الثالثة فَيُصْطَلمُون" أو كما قال وفي القاموس (مرر): المرِارُ جَمعُ مَرَّة
(٣) سورة البقرة: ٤٣، الآية: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
(٤) في الأنساب للسمعانى ٤/ ٢٢٢: "هو الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الحَلِيمى أوحد الشافعيين بما وراء النهر وآدبهم وأنظرهم بعد أستاذية أبى بكر القفال ت ٤٠٣ هـ ".