للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طِيبَة: أي طَيِّب ومعناه إبطال مَذْهَبِهم في التَّطَيُّر بالسَّوَانِح والبَوَارح، من الطَّير والظِّباء ونَحوِهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن المَسِير وَيردُّهم عن مقاصِدِهم، فأَخبرَ أنه لَيسَ لها تأثِيرٌ في اجْتِلاب نَفْعٍ أو ضُرّ.

- وفي (١) حديث: "الطِّيَرَة شِرْكٌ (٢)، وما مِنَّا إلاَّ، ولكِنَّ الله تَعالَى يُذْهِبُه بالتَّوكُّل".

أَىْ إلَّا وقد يَعترِيه التَّطَيُّر وَيسْبِق إلى قَلبِه الكَراهَة فحُذِف اخْتِصارًا للكَلَام واعتِمادًا على فَهْم السَّامع.

وقيل: إن قَولَه: "وماَ مِنَّا إلاَّ" من قَولِ ابنِ مَسْعُود أُدْرِجَ في الحديث.

- وفي حديث آخر: " (٣) العِيافَة والطِّيَرة والطَّرْق من الجبْت"

(٤ في الحديث: (٥) "الرُّؤْيَا على رِجْل طائِرٍ ما لم تُعْبَر"

: أي لا يستَقِرّ تأْوِيلُها، كما أن الطَّيرَ لا يَسْتَقِرّ في أكثرِ أَحوالهِ، يَطِير ولا يَستَقِرّ، وإنما سُمِّى طائِرًا لِطَيَرانه.

يقال: طار فهو طائِرٌ. ويقال: أنا على جَنَاح طائِرٍ: أي مسافرٌ غَيرُ مُستَقِرِّ، أي إذا احْتَملت الرُّؤيا تأوِيلَيْن أو أكَثر، فعَبَرها مَنْ


(١) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٢) في سنن أبى داود ٤/ ١٧ "باب في الطَّيَرة" .. عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الطّيَرةُ شِرْك" ثلاثا "وما مِنّا إلاّ، ولكن الله يُذْهِبُه بالتَّوَكّل".
وفي ن: جعل الطيرة من الشرك؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنّ التَّطيّر يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضُرًّا، إذا عَمِلُوا بمُوجبه، فكأنهم أشركوا مع الله في ذلك.
(٣) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ.
(٥) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.