للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأَحمالَ: جعلتها أَعدالاً متساوية، كأنهما عنده بِمنزلة واحدةٍ لا يَقدِر على اخْتِيار أحدِهِما دون الآخر، أو من قَوْلهِم: عَدَل عنه إذا مال إلى غَيره، كأنه يَعدِل من هذا إلى ذاك، ومن ذَاكَ إلى هذا لتَساوِيهما عِنْدَهَ، يقال: عَدَلْتَه عنه فعَدَل، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ.

- في الحديث: "لا تُعدل سَارِحَتكم"

: أي لا تُمنَع ولا تُصْرَف ماشِيَتكم، وتُمالُ عن المَرعَى.

(عدم) - في الحديث (١): "تَكْسِبُ المَعْدُومَ"

قال الخَطَّابي: المَعْدُومُ لا يَدخُل تَحَت الأَفْعال، والصواب المُعدَم.

وقال غيره: المُرادُ به الفَقِير الذي صار من شِدَّة حاجَتِه وغاية اضْطِراره كالمَعْدُوم. وقيل: أي تكْسِب الناسَ المعدومَ من كلِّ ما لا يَجدونه مما يَحْتاجون إليه، فعَلَى القَولِ الأولِ: أي تُعِطى


(١) ن: في حديث المَبعَثِ: "قالت له خديجة: كَلاَّ، إنّك تَكْسِبُ المعْدومَ وتَحْمِل الكَلَّ".
وجاء في الشرح: يقال: فلان يَكْسِبُ المعْدومَ إذا كان مَجدُودًا مَحظوظًا: أي يَكْسِب ما يُحرَمُه غَيرُه.
وقيل: أرادَت تَكسِبُ الناسَ الشىءَ المعْدوم الذي لا يَجدُونه مما يَحتاجون إليه - وقيل: أَرادت بالمعْدُوم الفَقِيرَ الذي صَار من شِدَّة حاجَته كالمَعْدُوم نَفْسِه، فيكون "تَكْسِب" على التأويل الأول متعدِّيًا إلى مفعول واحد هو المْعدُومُ، كقولك: كَسَبْتُ مالًا، وعلى التأويل الثَّاني والثَّالثِ يكون متعدِّيًا إلى مفعُولَيْن، تقول: كَسبْتُ زَيْدًا مالًا: أي أعْطَيتُه. فمعنَى الثاني: تُعْطى الناسَ الشىءَ المَعْدُوم عندَهُم، فحُذِف المفعولُ الأوّلُ. ومعنى الثَّالث: تُعْطِى الفَقيرَ المالَ، فيكونُ المحذُوفُ المَفعولَ الثاني. يقال: عَدِمتُ الشىءَ أَعدَمُه عَدَمًا إذ فَقَدْته. وأعْدَمته أنا. وأعْدَمَ الرجُلُ يُعْدِم فهو مُعْدِم وعَدِيم: إذا افْتَقَر.
وجاء الحديث أيضا في الفائق (عدم) ٢/ ٤٠٠ برواية: "تَكْسِبُ المَعدُومَ".
وجاء في الشرح: يقال: فلان يَكْسِب المعدوم؛ إذا كان مَجْدُودًا يُرزَق ما يُحرَمُه غيرُه. وفي كلامهِم: هو آكَلُكم للمأدوم، وأَكْسَبُكُم للمعدوم، وأَعْطَاكُم للمحروم.