للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في حديث حارثة (١) رضي الله عنه: "عَزفَتْ نَفْسى عن الدُّنْيا"

: أي عافَتْها وكَرِهَتْها. تعزُف وتَعزِف، وأنشد:

إذا عَزَفَتْ نفسى عن الشيء لم تكَدْ

إليه بوجهٍ آخِرَ الدَّهر تُقْبِلُ (٢)

ويروى: عزَفْتُ نَفْسى.

قال الإمامُ أَبُو القَاسِم، رحمه الله: أي حَبَسْتُها ومَنَعْتُها وصرفْتُها.

- وفي الحديث: "أنّ جَارِيَتَينْ كانَتَا تُغَنِّيَان بِما تَعازَفَت الأنصارُ يومَ بُعَاث" (٣)

: يحتمل أن يكُون من العَزِيفِ، وهو صَوتُ الوَغَى (٤) كعَزِيفِ الرِّياح، وهي ما يُسْمَع من دَوِيِّها. ومنه عزِيفُ الجِنِّ؛ وهو جَرسُ أصواتها.


(١) عُزِيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٢) البيت لمعن بن أوس، وهو في شرح الحماسة للمرزوقى ٣/ ١١٣١ برواية: "إذا انصرفت نفسى".
(٣) في غريب الحديث للخطابى ١/ ٦٦٥: عن عائشة أنها قالت: دَخَل علىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وعندى جاريتان تُغَنّيان بغناء بُعَاث .. قال الخطابى: والعرب تُثْبت مآثرَها بالشّعر فَتُرَوِّيها أولادَها وعَبيدَها، فيَكثُر إنشادُهم لها، ورِوايتُهم إيّاهَا، فَيَتَناشَدُه السَّامِرُ في القَمْراء، والنَّادى باالفِناَء، والسَّاقِيَةُ على الرَّكِىِّ والآبار، ويترنَّم به الرفاقُ إذا سارت بها الركابُ، وكل ذلك عندهم غناء، ولم يُرِدْ بِالغناء ها هنا ذِكْرَ الخَنَا، والابْتهارَ بالنسّاء، والتعريضَ بالفواحشِ، وما يُسَمِّيه المُجاّنُ وأهلُ الموَاخير غِناء.
والعرب تقول: سمِعْتُ فلانًا يُغَنّى بهذا الحديث: أي يَجهَر به ويَصْرُخُ، ولا يُوَرِّى ولا يُكَنِّى.
(٤) ب، جـ: "الراعى" والمثبت عن أ.